الرئيسية / كتاب وآراء / المؤسسات المدنية والوحدة الوطنية

المؤسسات المدنية والوحدة الوطنية

في معظم دول العالم المتقدم تكون المؤسسات المدنية أقوى أداء من الوزارات الحكومية لأنها تمثل المجتمع بكل طوائفه وفئاته، ولذلك فإنها تحرص على تماسك الوحدة الوطنية فلا وجود للمجتمع والدولة عندما يتفكك هذا النسيج وأمثله على ذلك

جمهورية يوغسلافيا السابقة وعدد سكانها 20 مليون نسمة عندما تفككت وحدتها الوطنية سنة 1992 انهارت وأصبحت خمس دول ضعيفة (صربيا، كرواتيا، سلوفينيا، مقدونيا والجبل الأسود)، تطحنها المعارك ودمار الحرث والنسل والمجاعات والأمراض، ورأينا ماذا حدث فى البوسنة والهرسك .
وبنفس الوقت تقدمت وتطورت دول حافظت على وحدة شعبها، مثل جمهورية سويسرا الاتحادية التي وسكانها 8 ملايين نسمة، ولا يوجد لديها أي ثروة أكثر من الأمن الاقتصادي، والوحدة الوطنية التي تجمع شعبها المتكون من ألمان وفرنسيين وايطاليين فقد أصبحت مركز بنوك العالم ومستوى معيشة الفرد فيها مرتفعة، 70000دولار في السنة (في الكويت 62000 دولار)
ولذلك، نعتقد أن دور المؤسسات المدنية في تفعيل الوحدة الوطنية وتجسيدها مهم تحت مظلة الدستور والقوانين، وحتى لا نؤكل تباعاَ فأمر أي كويتي يعنينا جميعاً، سنةً وشيعة وحضرا وقبائل، وهدفنا واحد، هو المحافظة على كويت الديمقراطية والحرية ووحدة الهدف والمصير
فالوحدة الوطنية هي وسيلة للوصول إلى أهدافنا من التنمية والتقدم والحفاظ على الدستور والقوانين، وخصوصا المادة 7 (العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين)
ولذلك يجب أن تحصن المؤسسات المدنية بالقوانين والجمعيات العمومية الفاعلة والإدارة المنتخبة، وتشارك مختلف الفعاليات لتبني لها تواجداً ينفع المجتمع بكل الظروف، فهي تمثل اتحاد قطاعات المجتمع المدني المختلفة وأهدافها هي:
1ـ التثقيف بالحقوق والواجبات وترسيخ ثقافة النظام والقانون
2 ـ العمل المنظم الجماعي في كل ما يفيد المجتمع والوطن
3 ـ ترسيخ مفهوم الشفافية ومحاربة الفساد والمفسدين .
4 ـ الابتعاد عن التعصب والتطرف الديني والعرقي والطائفي .
5 ـ الدفاع عن الحريات وتعدد الآراء والأفكار بطرق سلمية .
6ــ نبذ العنف والإرهاب، خطاباً وممارسة، والحث على التسامح .
تيسيرعبدالعزيز الرشيدان

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*