تم اختراق المسلسل التلفزيوني الأمريكي «هوملاند» Homeland التابع لشبكة «شو تايم» برسومات «جرافيتي»، بعدما طلب القائمون على البرنامج من مجموعة فنانين مصريين من رسامي «الجرافيتي» تزيين موقع التصوير ليبدو كأنه في سوريا لإضافة مزيد من الواقعية، لكن تم تغيير النصوص وتم تمرير رسالة مشفرة تتهم المسلسل بالعنصرية، كاتبين عبارات مثل «هوملاند عنصري»، و«هوملاند مزحة لكننا لا نضحك»، و«هوملاند بطيخ»، و«هوملاند ليس مسلسلا»، و«لا وجود لهوملاند»، و«هوملاند لا يجعلنا نضحك».
ووفقا لموقع شبكة قنوات «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، تمكن مجموعة من راسمي الشوارع من تمرير عدد من العبارات التي تهاجم المسلسل من بينها شعارات تتهمه بالعنصرية، والتي علي ما يبدو أن منتجي المسلسل لم يفهموا معناها عند التصوير، حيث تفاجأ المشاهدون الذين يفهمون العربية عند مشاهده الحلقة التي أذيعت في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 أكتوبر من العبارات المرسومة علي الحائط بموقع تصوير المسلسل، بينما من المقرر إذاعتها في بريطانيا هذا الأسبوع.
وأوضحت الشبكة أن حتى الآن لم تعلق شبكة «شو تايم» Showtime المنتجة للمسلسل علي الأمر ولم ترد علي محاولات الاتصال بها من قبل «سي إن إن».
وفسر مجموعة الرسامين الذين يطلقون علي أنفسهم اسم «فناني الشارع العرب» إقحام رسالتهم في المسلسل بأنهم لا يتفقون مع رسالته السياسية، وفقا للبيان الذي نشرته عضو المجموع، الفنانة المصرية هبه أمين، عبر موقعها الرسمي، حسبما ذكرت «سي إن إن».
وذكرت الشبكة أن «أمين» كتبت: «هذه الأوهام الخطيرة أصبحت الثقافة العام في أمريكا. ويتم تكرارها كحقائق في الكثير من وسائل الإعلام».
وعن استغلال فرصه اتصال صناع المسلسل بهم من أجل تزيين ديكورات موقع التصوير ليبدو كأنه في سوريا، قالت «أمين»: «بالنظر لسمعة المسلسل لم نكن مقتنعين بسهولة»، ما جعلهم يتفقون علي استغلال الفرصة للتعبير عن غضبهم من رسالته.
وأضافت: «مصممي ديكورات موقع التصوير كانوا مشغولين جدا عن مراقبه ما نفعله، نظرا لانشغالهم في إنشاء موقع تصوير حقيقي».
وتابعت «هبة»: «عندما تقول إن أمرا ما بطيخ فأنت تقول بأن الأمر مزحة ولا يجب أخذه على محمل الجد، وعندما أدركوا أن أحدا لا يتحقق من العبارات قاموا باتخاذ الخطوة».
واستكملت «هبة»: «كان لديهم الكثير من الأخطاء في المواسم السابقة في ما يتعلق بالمراجع الثقافية واللغات. لذلك يبدو أنهم لا يملكون فريق بحث دقيق».
وأوضحت الشبكة أن البرنامج التلفزيوني، الذي يصور قصة عميلة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كاري ماثيسون، تم انتقاده لتشويه صورة الشرق الأوسط، وهددت بعض الدول برفع قضايا ضده أيضا، إذ يصور البرنامج هنا شارع الحمرا الرئيسي في بيروت بأنه خطير ومليء بالميليشيات العنيفة، وعلى أرض الواقع فإن هذا الشارع معروف بالمقاهي والمطاعم والحياة الليلية.
وفي بيان له، قال أليكس جانسا المشارك في صناعة البرنامج التلفزيوني: «أتمنى لو أننا لاحظنا هذه الصور قبل عرضها، لكن، وكما يسعى (هوملاند) أن يكون مخربا بحد ذاته ومحفّزا للحوار، فلا يمكننا سوى أن نعجب بهذا التخريب الفني».
وأكدت «هبة»: «إنه حقا لفتح حوار حول عدم وجود الوعي لدى الناس فيما يتعلق بخطورة هذه الصور وأثرها على العالم الحقيقي، حتى لو كانت قصة خيالية أو شخصية وهمية».
واختتمت كلامها: «أنا فنانة وهناك تقليد ضخم من الفن التخريبي والناشط، وهذا مشهد أشارك فيه بعمق، والجزء الأساسي من فن الشوارع هو.. إثارة الحوار».