أعمدة – العظيمة الكويت كانت.. وأصبحت
ياسين الحساوي
قبل اكثر من سنة تدخل صاحب السمو أميرنا لدى الفيفا واللجنة الاولمبية لتتراجع عن قرارها بوقف النشاط الرياضي الكويتي بعد تعهده لهم بتعديل القوانين الكويتية لتتماشى مع القوانين الدولية التي تعمل بها الدول المنتسبة للاتحاد الدولي، وتم له ذلك.
عرضت المسألة على مجلس الامة وناقش الاعضاء القوانين المخالفة وتم تعديل اغلبها ما عدا القوانين التي تمنح الاتحادات الرياضية ومنها اتحاد الكرة الاستقلالية باتخاذ القرارات دون رقابة الحكومة المتمثلة بوزير الشباب وهيئة الشباب والرياضة.. وكان السبب واضحا وهو اضعاف نفوذ رئيس اتحاد كرة القدم وهو الشيخ طلال الفهد لوجود خصومات بينه وبين رئيس المجلس وبعض النواب ليست بخافية على احد.. وكما أن الاعضاء جاءوا للمجلس بالانتخاب كذلك اعضاء ادارة الاتحاد جاءوا بالانتخاب حسب القوانين الكويتية، بسبب هذه الخصومة وهذا التناحر لم تهتم جميع الاطراف بمصلحة الوطن.. كل طرف استغل الفرص المتاحة له لقهر وهزيمة الاخر، وكأن الكويت ملك فقط لكل طرف.. ولا عزاء للشعب الكويتي الذي لم تفكر به وبرقيه تلك الاطراف.. استغل اعضاء مجلس الامة نفوذهم التشريعي ليكبلوا يد اتحاد الكرة، وتناسوا ان الدائم هو الله سبحانه وتعالى.
واذا كان طلال الفهد نجح في الانتخابات فقد لا ينجح في انتخابات قادمة، كحال اعضاء مجلس الامة الحاليين قد لا ينجحون ثانية إنها الديموقراطية.
ورئيس اتحاد الكرة استغل ايضا الاوراق المتاحة في يده من قبل الاتحاد الدولي لايذاء خصومه والرياضة الكويتية «عليَّ وعلى اعدائي». مستعينا بالقوانين الدولية التي لا تقبل القوانين التي شرعها خصومه لتهميشه الى ان حدثت كارثة الايقاف.
هل هذه الكويت التي عشقنا رُبانا بها لنبل رجالها؟ لا.. لم تعد كما عهدناها بلد التعاضد والتلاحم والتفاني لرفعة شأنها.
رجال الكويت لم يعودوا رجالا مخلصين لوطنهم كآبائنا واجدادنا في جميع مواقع المسؤولية.
لقد حل الصراع الحزبي والمذهبي والعنصري والفئوي في حياتنا.. لا تنظر اطرافه الى مصلحة الوطن بل فقط لمصلحة الحزب والقبيلة والعائلة والمذهب والطائفة.. لذلك الصراع والتنافس عم جميع اركان الدولة.. من توظيف وترسية مناقصات وترشيح قيادات للحكومة او للشركات وتوزيع اراض صناعية وزراعية وعلاج في الخارج ناهيك عن ضعف مناهج التعليم وافتقارها لطرق التعليم الحديثة… حتى المساجد بيوت الله انقسمت الى مساجد لإحزاب دينية وسياسية.
هل يعقل ان يتبرع سمو الامير لتكييف مدارس الكويت؟ اين عمل الوزارة؟ كان تجار الكويت الوطنيون يتبرعون لبناء المساجد والمدارس وكل ما يصلح لوطنهم قبل أن يرزقنا الله بالنفط.. والان كثير من التجار لا يهتم الا بمصلحته واموال الارباح تستثمر في الخارج.
اما المعارضة البرلمانية فلم تكن صادقة في حق الوطن وشعبه الا في جولة البرلمان الاولى حيث كانت بناءة بعشق انتمائها للوطن.
بعدها لم تعد تبنى على الاطلاق من اجل الوطن.. فقط تعمل لصالح احزابها وطوائفها وعنصريتها وبسببها تأخرت الكويت تنمويا وسبقتها من كانت خلفها وبعيدة عنها.
هذه الكويت الان.. صلوا على النبي.. عسى ربي يخلصها من جور ابنائها المارقين والعاصين والتابعين للخارج.