أليس لفلسطين أصدقاء كما كان لسوريا..!
عادل فهد الطخيم
«أصدقاء» سوريّا شغلوا الفضاء والأجواء بطائراتهم الخاصة والعامة، ومن لم يستطع كانت ترسل له طائرة تحمله ووفده نصرة لأطفال ونساء سوريا، فضجت بهم قاعات وسويتات فنادق ومنتجعات الأرض، وبكوا وناحوا وشاركتهم نواحهم الفضائيات، واستنفرت من أجل «نبيل» صداقتهم جامعة الدول العربية بـ قضّها وقضيضها وفراشيها وكراسيها نصرة لأطفال سوريا، حتى شق علينا إحصاء عدد اجتماعاتهم بمعنى وبلا معنى، بذلوا فيها وعليها الأموال والثروات، وارتفع معهم صراخ وعويل تجّار المنابر من جامعي الهبات والمساعدات ومحترفي الزيجات من القاصرات السوريات، وابيضت عيونهم حزناً وكمداً على أطفال سوريا، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها وملؤوها زعيقاً وتأجيجاً وتحريضاً وتحفيزاً للجهاد في سوريا.. ثم همد كل شيء وتوقف كل شيء وانتهى جمع تبرعات الحليب والخ.رَق والبطانيات، بعد أن فاضت الأرصدة وتوردت الأوداج وانتفخت الجيوب.
أما فلسطين حيث «المسجد الأقصى» أولى القبلتين وثالث الحرمين، فإن دم الفلسطينيين يسفك ليل نهار، وتنتهك محرماتهم وأعراضهم من دون أن يرف من أجلهم جفن في عين صديق أو شقيق. ولم يتداع لهم أصدقاء أكثر من 60 دولة مثلما تداعوا لسوريا، ولا 86 دولة إسلامية، ولا حتى 22 دولة عربية شقيقة ليشكلوا أصدقاء فلسطين والمسجد الأقصى، ويستنفروا كل طاقاتهم لقطع خدمة النيل سات والأراب سات عن إسرائيل، وإنشاء صناديق دعم بمئات ملايين الدولارات أسوة بأطفال ونساء سوريا ليذهب تسعة أعشارها الى جيوب القائمين عليها، أو حتى لتوجيه المليارات لحشد عتاة الإنس والجن ومجرمي العالم لقتال اسرائيل، نصرة لأطفال ونساء فلسطين، كما فعلوا ويفعلون لأطفال ونساء سوريا، بل حتى لم يبادر أي منهم لطلب اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية أو ما تبقى منها سوى استجابة على مضض لدعوة وصرخة من مندوب فلسطين.
في فلسطين لا يوجد انبوب غاز يجب أن يمر عبرها إلى البحر لينشغل العالم بها ويتداعى لها غرباً وعرباً، فـ غازهم مسروق ودمهم مهروق، وليس لديهم سوى زيت وزعتر وزيتون وهناك بدائل لها. لديهم قيادات تقبل بأي شيء من أجل أي شيء، وتحت سلطتهم كل شيء ليتقاسموا كل شيء، وإذا ما قرر رئيس مكتب تزويج ابنه أو ابنته قام بلفّة وحوسة على الإخوان العرب لجمع المعلوم يهدر منها (أكمّ) من مليون دولار لزوم تكاليف العرس والأكل والهدوم والنقطة، وخل الفلسطينيين تصيبهم نقطة فجزاء صبرهم الجنة، حتى وإن سقط منهم العشرات كل يوم وسال منهم الدم، أو إلى حيث ألقت أم قشعم، وليغسلوا أيديهم من حصيلة أي مؤتمرات، ولن يتشكل لهم أصدقاء ولا اعدقاء ولا يحزنون، وليعتبروا من أصدقاء سوريا، فليسوا أكثر من «فقاعة وهم» تشكلت وانفجرت وتلاشت وأدوار مرسومة وأظرف مختومة، فهم مشغولون الآن بما هو أقدس وأهم من فلسطين ومن «الأقصى» والأدنى، ولا تعني الآن عندهم شيئاً ولا مددا ولا سندا ولو بفقاعة صابون.. والله المستعان