شرباكة – الإيقاف.. طعنة في قلب الكويت
يوسف الشهاب
حقق الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ما كان يريده ويتطلع اليه نحو الرياضة الكويتية، وقرر ما كان يتمناه مع سبق الاصرار بإيقاف النشاط الكويتي للمرة الثانية، موجها بذلك طعنة في قلب الكويت قبل أن تكون موجهة للرياضة والرياضيين الكويتيين.
لقد كنت متوقعا مثل هذا القرار، لان النوايا كانت واضحة والشواهد لا تحتاج الى بيان وتوضيح رغم ما دار من اجتماعات ماراثونية بين الوفد الحكومي برئاسة الاخ الشيخ سلمان الصباح وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب والوفد المرافق له وبين اعضاء الفيفا، الذين اعترفوا أصلا بانهم تسلموا معلومات مغلوطة ومختلفة عن تلك التي قدمها لهم الوفد الحكومي. وبذلك الاعتراف منهم كان ينبغي عليهم ان يكونوا أكثر واقعية وانصافا في التعامل مع هذه القضية، ولا يأخذوا بذاك الإفك الذي تسلموه من اولئك الذين سعوا للايقاف من داخل الكويت وللاسف.
ما عرفناه بعد اجتماعات الوفد الحكومي مع اللجنة الاولمبية الدولية ان الوفد طلب الايضاحات التي يقال فيها بالتدخل الحكومي، وان جماعة اللجنة وعدوا بإرسالها وانهم اعطوا مهلة اسبوعين آخرين للرد على الايضاحات، وان الوفد الحكومي رفض المهلة احتراماً للقوانين الكويتية، وقبل ذلك احتراماً لسيادة الدولة التي لا ترضى من الفيفا او لجنته الدولية وغيرهم التطاول عليها، كل ما وعدت به اللجنة الدولية لم يحدث، بل لعبوا لعبتهم، وجاءوا بالايقاف، وكأنهم لا يعلمون أو انهم يعلمون ويتجاهلون بأن هناك دولا فيها تدخلات حكومية اكثر من تلك التي يقال ان الحكومة عندنا تتدخل بالرياضة، وهي كذبة انطلقت من الكويت، واخذها الاتحاد الدولي مبتهجاً فيها لتحقيق ما كان يتمناه اولئك الذين كانوا يريدون الايقاف بأي وسيلة حتى يشعروا بأنهم حققوا ما يريدون، حتى وان كان ذلك ضد الرياضة الكويتية.
بعد قرار الايقاف لم يعد امر التهاون مع الاتحاد الرياضي يتطلب التريث او التردد، فآخر العلاج الكي بعدما وصلت إليه الحركة الرياضية من تدمير وانهيار وتراجع وفشل على المستوى الاقليمي والقاري والدولي. رياضتنا اليوم تحتاج الى طوق انقاذ بعد الذي وصلت اليه، ويكفي ان سمعتنا الخارجية فوق كل لسان بالمحطات الفضائية ووسائل الاعلام المختلفة، ويكفي ذاك القهر والألم الذي اصابنا من (فعل اكثر من فاعل) بالكويت اوصلنا الى ما وصلنا إليه، وقد كنا بالامس في الريادة، يوم ان كان في الميدان الرياضي أناس لم ينظروا الى الكرسي ولا الميزانية بقدر ما كانوا ينظرون الى تحقيق انجاز يرفعون به اسم الكويت على كل صعيد. هنيئاً لمن كانوا يتمنون ويتطلعون لإيقاف النشاط الرياضي بالكويت، وقد تحقق لهم ما كانوا يريدون، لكن الكبوة لن تطول وستعود للكويت رياضتها ودورها الريادي على ايدي من هم اهل الرياضة لا الطارئين عليها.
نغزة:
بعد ايقاف النشاط الرياضي اسمع قلب الكويت وكأنه يقول.. اللهم أعني على بعض ابنائي، اما اعدائي فأنا كفيل بهم، اسفي على رياضة فقدت من كان يحترق قلبه من اجلها بالامس، واسفي على أناس ضحكوا على بكاء الكويت قاتل الله الكرسي.. طال عمرك