جديد الحقيقة
الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / حقي افتخر أنك أمي

حقي افتخر أنك أمي

بعد أن مرت ساعة البداية وخرج الرضيع إلى الحياة وحل ضيفاً على والديه هانت له العطايا السخية ، واستقر في حضن والدته التي أرضعته فور ولادته متحسسة تعطشه إلى ارتشاف حليبها والدفء بقربها ، وحين قصدت الممرضة الرضيع لتدع الأم تنام ابتسمت الأم وقالت بل دعيني قضت الأم ليلتها مع صغيرها فهي تدرك حاجته إليها وتعلم علامات جوعه وتستجيب له فترضعه عند الطلب وتعلم أن رؤيتها له وسماعها صوته يحفر هرمون إدرار الحليب ، كما أنها لا تتردد في طلب المساعدة من الممرضة في المستشفى لتشفط الحليب وخصوصاً في الليل لعلمها أنه هو أنسب الأوقات لشفط الحليب ، حيث يزداد الهرمون المحفز للحليب ليلاً ويتسع المجال لشفط الحليب وحفظه في الثلاجة لتغذية الرضيع ، لاستعماله إذا إحتاج الأمر في وجود ضيوف على سبيل المثال ، ثم يصبح الصبح وتتوالي الزيارات لتقديم التهاني بالمولود الصغير ، وتبدأ مراسيم استقبال المهنئين وتحرص أن تقلص ساعات الاستقبال إلى حد مقبول لصحتها وصحة وليدها الصغير .
وهي لا تقبل أي عرض يثنيها عن الإرضاع امتثالاً لأمر الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ” كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ” فما أسعد زوجها وهو يراها مثالاً للأمومة الصادقة وقد اختارت صغيرها حليبها وفاءاً له وإكراماً لهذا المخلوق الذي أمر الله الملائكة للسجود له ، وهو – أي الزوج – يعترف لها بهذا الفضل شأنه شأن العظماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلو صوت زوجته عليه فيسأله سائل متعجباً فيجيب مقدراً لفضلها عاذراً لها .. ترضع ولدي ..
ومن فضل الله علينا في هذا البلد أن تتمتع الأم بإجازة وضع وأمومة لتكون بقرب صغيرها وهو غرسة صغيرة يُخشى عليها من كل شئ فقط عليها أن تختار أن تتمتع بكل الفرص المتاحة من عملها وإن قدمت التنازلات من راتبها لتجني فضل حديث رسول الله صل الله عليه وسلم ” الجنة تحت اقدام الأمهات ” ولتتمتع بحسن صحابة ولدها ” . أمك .. أمك .. أمك .. ثم أبوك ” فالوصية الأولى بالأم كانت بحق حملها إياه والثانية بحق ولادته والثالة بحق إرضاعها إياه .
لقد اختارت أن تتمتع بصحبة ولدها وإنها تتردد أن تغيب عن صغيرها سائلة نفسها إن تركت رضيها : من يهدئه إذا تألم ؟ من يتحسس أطرافه إذا برد ؟ من يفهم حاجته من الجوع والبلل ؟ من يداعبه ويحنو عليه ؟ من يسقيه ليملأ قلبه بالحب والحنان عندها لو نطق الصغير لقالها : ” حقي أفتخر أنكِ أمي ” .

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*