لم يعد بالامكان تحمل الضربات الرياضية الواحدة تلو الاخر ولم يعد هناك مكانا اخر في جسد الرياضة لا ينزف ولا يكاد جرحا ان يشفي حتى ينفتح جرحا جديدا اشد الما وتعبا من الذي سبقه .
ازمة الايقاف كشفتت عن الاحباط الذي يسكن قلوب الكثيرين في الوسط الرياضي واكدت ان الجمهور بات على بعد خطوة من الانفجار غضبا في وجه كل قيادات الحركة الرياضية, الحسرة كانت ومازالت هي العنوان الغالب على كل متابعي الشأن الرياضي منذ قرار الفيفا الذي صدر قبل ايام عدة بوقف التعامل تماما مع اي شىء له علاقة بالكرة الكويتية.
الحسرة كانت اشد بالطبع على جمهوري القادسية والكويت باعتبارهما الاكثر تضررا عقب استبعادهما من بطولة كاس الاتحاد الاسيوي في اللحظات الاخيرة وقبل اللعب في المباراة النهائية .
التناقضات والالعاب الرياضية باتت على المكشوف والتصريحات المضادة اصبحت هي العنوان الرئيسي للمرحلة فعلى الرغم من وضوح الازمة من البداية الا ان احدا لم يلتفت وسبق وان حذرنا هنا عبر منبر فوردي سبورت عن اقتراب الكارثة قبل وقوعها باكثر من شهرين ونصف وعبر مقالة تركوا الاصل وتفرغوا للفرغ الا ان احدا لم يسمع لنصل الى ما نحن فيه الان .
على القيادات الرياضية ان تكون اكثر صراحة وكلا يعلن موقفه بشفافية ويشرح لنا ابعاد الازمة ونتائجها وتبعاتها وسبل حلها لا ان يتفرغ للرد على التصريحات القادمة من الجهة الاخرى.
مشهد 1 :
منذ فترة اعلن الاتحاد نيته تاجيل كاس الخليج لمدة عام الا ان الهيئة العامة للشباب والرياضة قالت بان الكويت مستعدة للاستضافة ولا يوجد ما يدعو للتأجيل وانتظرنا نهاية هذا المسلسل المكسيكي قبل ان يعود الشيخ احمد الفهد ويصرح بأن الكويت جاهزة لتنظيم البطولة فيعلن بعدها مباشرة مجلس الوزراء بتوصية من وزير الاعلام الاعتذار رسميا عن خليجي 23 !! فما الذي حدث وما الذي تغير لكي تتغير المواقف برمتها ؟ ولماذا لم يعلن الشيخ احمد الفهد عن الجاهزية قبل الايقاف ولماذا اعتذر مجلس الوزراء الان رغم ان الحكومة كان الاكثر تبنيا لفكرة تنظيم الحدث الخليجي الضخم ؟! لا احد يعرف .
مشهد 2:
ارسل الفيفا كتابا قبل نحو شهرين يحذر فيه من شبح الايقاف فلماذا لم تجتمع الاندية في ذلك الوقت كما حدث مؤخرا وترسل كتابها الى الاتحاد الكويتي ليقوم بدوره بارساله الى الفيفا لماذا انتظروا حتى وقوع الكارثة فما الذي اسكتهم طيلة الفترة السابقة وما الذي دفعهم للتحرك الان ؟! لا حد يعرف .
مشهد 3:
قالوا بأنهم ذاهبون الى لوزان حيث اللجنة الاولمبية الدولية من اجل حلحلة الازمة الرياضية وصدقنا قبل ان نشاهد بان كل وفد غادر منفردا وكأنهم فقط نقلوا خلافاتهم من الكويت الى لوزان ! فلماذا ذهبوا وبماذا عادوا ؟ لا احد يعرف.
الخلاصة بان ازمة الرياضة باتت متشعبة ومملة ولا جديد فيها يذكر ولا قديم يعاد بالخلافات تتزايد والتناحرات تتواصل والضحايا هم الجماهير الذين منوا النفس بامكانية نفض الغبار عن الكرة الكويتية واعادة لمعانها من جديد الا ان من هم في مواقع المسئولية يبدو بان لهم رأي اخر .
وكلمة اخيرة حيث يجب التأكيد على ان حل الازمة في يد الشيخ احمد الفهد فهو قبل ان يكون عضوا في اللجنة الدولية الاولمبية عضوا في المكتب التنفيذي للفيفا ورئيس المجلس الاولمبي الاسيوي واحد صناع القرار الرياضي في العالم وله تأثير كبير في غرف العمليات فهل ينجح الفهد في حل الازمة وهل سيتم السماح له بحل الازمة وهل هو في الاساس مستعد لحل الازمة ؟!