الرئيسية / كتاب وآراء / مجتمعات متمردة ،،، بقلم | وسمية الخشمان

مجتمعات متمردة ،،، بقلم | وسمية الخشمان

هناك من درسوا القانون

وهناك من وضعوها
هناك من تآمروا مع بعضهم
محاولة لتغييرها ، او تحييدها عن مسارها الصحيح
لشيء ما في نفوسهم،،لأمر ما..
الله أعلم..
قوانين الحياة مختلفة على اختلاف أزمنتها ،وهناك ماهو صالح لكل زمان ومكان ،وهناك ماهو غير صالح لكل انسان، انا اتحدث هنا عن القوانين التي صنعها الانسان بنفسه وعلى هذا الأساس أصبح يقرر ماهو الأنسب وماهو المناسب..ففي مرحلة الأدوار الاجتماعية (كالزواج مثلا) نجد هناك مالا يمت للدين الاسلامي بصله ،وانما يتم انكاره من قبل قوانين المجتمع ،واحيانا يصل البعض الى تجريمه ، فنرى مثلا زواج الفتاة الكويتية من غير الكويتي ،كيف أصبح بالمقام الأول جريمة مستنكرة من قبل اولياء الامور أولا والمجتمع ثانيا حتى أن بعض قوانين الدولة قد تبخسها شيئا من حقوقها وحقوق أبنائها لكونهم خارجين من دائرة جنسية الدولة ، بينما يستمتع الرجل بكامل حقوقه حتى وان تزوج من اجنبية مثلا..
اذا كان الزواج يقوم محوره على العدل في الحقوق والواجبات وعلى السمو في الاهداف والى تحقيق الغايات والسكن بين المرأة والرجل في العلاقات الاجتماعية فعلى أي أساس يستنكر المجتمع نشأته ؟ ولماذا أصبح يضيق على المرأة في اختياراتها اذا كانت غاية العبادة في الزواج غاية ثابته في كل زمان ومكان ، ولا يمكن للقوانين البشرية الوضعية أن تنحط به..
طالما خيم الجهل على المجتمعات ،أصبحت ضد كل خير،وضد كل فلاح
كيف يريد مجتمع ان يحقق التكامل الانساني بين رجل وامرأة لاستمرار الخلافة وجعل الزواج في اطار النظام الديني لامسألة محكومة بمزاج الافراد وقضية مدنية محكومة بقوانين مجتمع وضعية اذا كان خارجا عن طبيعته الانسانية ؟
ان كان خير البشرية نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قد رد نكاح ثيب وبكر زوجهما ابواهما وهما كارهتان، فمن هو المجتمع حتى يسلبها حقها في اختيار زوجها بارادتها ورضاها لا بل تسن القوانين على رماح ارادتها لتعلن بوجهها عدم اهليتها او استحقاقها لما يستحقه الرجل لو وضع في ظرف مماثل ،او حالة مماثلة ،نعم هناك معايير وضعها المجتمع اجد انها مهمة جدا كالسن والدين والتعليم والمكانة الاجتماعية وغيرها، ولكنها معايير يتعلمها كل فرد وهو صغير ليقبل على الزواج وفي نفسه فكرة عما يجب ان يكون عليه وبالتالي يتحدد ماهو مقبول وماهو غير مقبول ثم على هذا الاساس يتم الاختيار.. مع انني اجد ان ضغط العادات والتقاليد ضعف في كثير من المجتمعات عندما تاتي وتمنع قرارات الفتاة باختيار الزوج المناسب لها ان كان من خارج دائرتها والويل كل الويل لمن تخالف هذه العادات ،هذا التأثير اجده واضحا في بعض القبائل فيشترطون الحسب والنسب والجاه والمال على علمهم بانها ليست اساسية في نجاح الزواج ، لكنها حتما اساسية في نجاح تحقيق النظره الكاملة التي ابتدعها المجتمع على صلاحية الزواج..
عندما ينحرف المجتمع عن اصول الدين ،وعندما يصبح عاجزا عن ردم جسور الانانية ،ويغدو مريضا بالنظرة الدونية لكل ماهو خارج عنه، هنا يجب ان تقلب الموازين،وان يصحح مسار هذه القوانين.

وسمية الخشمان

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*