لُقبت بـ«ملكة الجريمة»، وسافرت بخيالها إلى أفظع الجرائم التي عرفها البشر يوما، من خلال كتبها الأكثر شهرة حتى يومنا الحالي، محيرة الجمهور بقصصها ورواياتها.
أجاثا كريستي.. روائية بريطانية اشتهرت بكتابة روايات الجرائم لكنها أيضا كتبت روايات رومانسية باسم مستعار هو ماري ويستماكوت Mary Westmacott، تعد أعظم مؤلفة روايات جرائم في التاريخ حيث بيعت أكثر من مليار نسخة من رواياتها التي ترجمت لأكثر من 103 لغات.
توفيت «كريستي» في 12 يناير 1976، ولا يزال لا يعرف الكثيرون جوانب كثيرة في حياتها، مثل أنها أحبت أيضا السفر وركوب الأمواج، وبمناسبة ذكرى ميلادها الـ125، أجرت شبكة قنوات «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، حوارا مع حفيدها ماثيو بريتشارد، الذي أخرج محفوظات الأسرة وألبومات الصور إلى العلن، لإظهار جوانب من حياة الكاتبة التي لا يعرف عنها جمهورها الكثير.
ووُلدت «كريستي» في توركاي في 15 سبتمبر 1890، وتلقت تعليمها في المنزل، حيث كانت والدتها «كلارا» تشجعها على القراءة، ثم شجعتها على الكتابة في سن المراهقة، الأمر الذي ساعدها في النبوغ حتى أصبحت كاتبة الجريمة الأولى من بين أبناء جيلها.
وأحبت «كريستي» السفر والترحال، فسافرت إلى عاصمة الموضة والجمال، باريس، قبل الحرب العالمية الأولى، وعملت كممرضة متطوعة خلال الحرب، وطافت العالم برفقة زوجها الجندي آرشي كرستي، وتزوجت للمرة الثانية، في عام 1930، من عالم الآثار ماكس مالوان.
وتظهر الصور «كريستي» أثناء ركوبها الأمواج في منطقة توركاي على الساحل الجنوبي الغربي في بريطانيا، وسفرها إلى العاصمة الفرنسية، باريس، قبل الحرب العالمية الأولى، وخدمتها كممرضة متطوعة خلال الحرب، وجولاتها من حول العالم، برفقة زوجها الجندي «آرشي».
وكُلف «ماثيو» بمسؤولية المحافظة عن إرث «كريستي»، وهو مدير تركتها الأدبية منذ أكثر من 40 عاما، ويصف نفسه بـ«مدير مجد العلامة التجارية».
وكانت شخصية «مس ماربل» من أبرز الشخصيات في روايات «كريستي»، وهي محققة في المباحث وبطلة مكافحة الجريمة، سيدة غير متزوجة وكبيرة في السن، تعيش في قرية، وظهرت هذه الشخصية في 12 رواية وقصة قصيرة، ومن الشخصيات الخيالية الأخرى الشهيرة في قصص كريستي هي شخصية المحقق، هيركول بويروت، الذي ظهر خلال فترة العشرينيات في 40 رواية.
وفي عام 1926، اختفت «كريستي» لمدة 10 أيام، واشترك الشعب البريطاني في البحث عنها سواء مباشرة أو بمتابعة أخبارها، ولم يعرف أحد سبب ذلك الاختفاء المتعمد، لكن التكهنات عزت العملية إلى خوفها من فقدان والدتها أو تأثرها بفقدانها، لكن جانيت مورجان التي كتبت سيرتها عام 1985 أرجعت السبب إلى صدمة عاطفية كبيرة لكن صدمتها تلك كانت الثانية، بعد صدمتها الأولى في إخفاق زواجها من أرتشي كريستي، وأخفت الكثير من ملابسات طلاقها وكذلك تفاصيل اختفاءها شأنها في كل قصصها، ومن هول الصدمات، فقدت «كريستي» الذاكرة لدرجة أنها تركت سيارتها على الطريق ذهبت إلى إحدى الفنادق وكانت تسأل الناس من اكون إلى أن تعرف عليها أحد الأقارب.
ولم تكن قصص «كريستي» سرها الوحيد، على الرغم من حل كل شفرات الجريمة في رواياتها، فلم تجب «كريستي» حتى الآن عن لغز واحد، وهو سبب اختفائها لمدة 11 يوما في عام 1926، ورفض «ماثيو» الحديث عن اختفاء جدته في مقابلة مع CNN، لكن في مقطع نشر على الموقع الإلكتروني التابع لأجاثا كريستي، أشار إلى أنها نوعا من الانهيار بسبب وفاة والدتها وإفصاح زوجها لها عن حبه لامرأة أخرى.
وبعد مرور حوالي 40 عاما على وفاتها، ما زالت قصص «كريستي» رائجة إلى حد كبير، وتحظى بشهرة عالمية، وتُرجمت إلى 100 لغة وبيع منها أكثر من 100 مليون نسخة عالميًا.