جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / سعد حوفان الهاجري يكتب – ‘وقفات بين الماضي والحاضر’

سعد حوفان الهاجري يكتب – ‘وقفات بين الماضي والحاضر’

‘ ويبقى الماضي رواية جميلة لن تعود ‘
استوقفتني كثيراً تلك العبارة وكأنها أيقظتني من نوم عميق فمهما بعد الزمان . واندثرت أيامه ، يبقى له طابعه الخاص .
واللهفه إلى أشخاصه ، والحنين إلى ذكريات ومواقف لن تعود ولم يتبقى لنا منها سوى ذكرى جميلة تختبئ في ذاكرتنا . بين الحين والأخر تستوقفنا على بابها لكي نفتحه فتهب علينا رائحة الماضي الجميل .

تغيرنا وتبدلت أحوالنا ما عدنا كالسابق افتقدنا البساطة في الحياة ، غلب علينا التكلف على الرغم من سعة العيش ، وكثرة المال ، والتكنولوجيا الحديثة التي نحيا بها .
إلا أن النفوس ضيقة ، والمشاكل تزداد ، والهموم كثيرة ، في السابق منزل واحد كان يكفي لأن تعيش فيه أسرة كاملة إبتداءا من الجد والجدة وإنتهاءا بالأحفاد كانت حياتهم بسيطة وسعادتهم كبيرة ونحن الآن بيوتنا واسعة وصدورنا ضيقة .
في الماضي كانت وسائل النقل لا تتسم بالسهولة المتوفرة حالياً .
لكن التواصل مستمر بين الأهل والأصدقاء . الجار يعلم بأحوال جاره وخاصته حالياً التواصل منقطع والجار لا يعرف جيرانه .

الفروقات كثيرة بين ماضينا وحاضرنا بين ما نعيشه نحن الآن وما كان عليه آبائنا وأجدادنا .

ماضيهم كان جميل بما يحمل من قلوب طيبة حياتهم كانت تسير بسلاسة وهدوء رغم ضيق ذات اليد و مشقة العيش .
عندما أجلس مع كبار السن الله يمدهم بالصحة والعافية أجدهم يتكلمون عن الماضي وحياتهم كانت مليئة بالأفراح مع ظروفهم الصعبة التي كانوا يعيشونها يتحدثون عن الاختلاف الكبير بين الحاضر والماضي الذي عاشوا فيه .

مناسبات كثيرة تمر علينا دون أن نستشعر لذتها الأعياد والأفراح لم تعد كالسابق .

فالسابق كانت أمور الزواج ميسرة وبسيطة لا تتعدى نطاق الأهل والأقارب وتقام المناسبة إما في منزل الزوج أو الزوجة لذلك كانت نسبة العنوسة والطلاق قليلة أما الآن فقد اختلفت المقاييس فرق شاسع مادياً ومعنوياً لدرجة أن موضوع الزواج حالياً أصبح عائقاً كبيراً أمام الكثير ، لما فيه من تكاليف باهظة .
حتى رمضان ذاك الضيف الغالي بكل ما يحمله من أجواء روحانية يمرنا مرور الكرام ، يستقبلونه بلهفة كبيرة جداً كان استعدادهم له استعداداً روحانياً وليس بتجهيز وتوفير وشراء المواد الغذائية .

كان العيد في الماضي فرحة للكبير قبل الصغير ، كان فرحة طيبة لاجتماع الأهل والأقارب ، الكل كان ينتظره ويحسب حسابه .
ولكننا نلاحظ اليوم أنه أصبح يوم عادي بالنسبة لنا . بل يكاد البعض يتثاقله .
في الماضي كان الإنسان يعيش ظروف صعبة إلا أن الابتسامة كانت تملئ وجهة والرضي يسكن قلبه .

رغم الراحة والنعمة التي نعيشها في وقتنا الحالي نسأل الله سبحانه أن يديم هذه النعم علينا ، نجد الابتسامة ذهبت ، والنفوس ضاقت ، والقلوب تغيرت انشغلنا بأعمالنا وأجهزتنا وصارت هذه الأجهزة هي التي تربطنا وتحدد علاقتنا الاجتماعية وتتحكم فيها .

عندما يحن أبائنا وأجدادنا إلى الماضي فإنهم يحنون إلى مواقف ومشاعر وسعادة افتقدوها .
ضاعت في زحمة التكنولوجيا والتطور الذي نعيشه .

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*