صديق عزيز علي قال لي قصة ابنة عمه وطلب مني أن أكتبها كنوع من العبرة، ورغم ان الموضوع وحسب علمي قد تناوله الكثيرون من قبلي ولكن «الذكرى تنفع المؤمنين»، يقول الصديق ان ابنة عمه قد ذهبت مع أمها وولد اختها الى دولة أوروبية لشراء «تجهيزات العرس»، فكانت كلما اشترت شغلة معينة قامت بتصويرها إما بالانستغرام أو فيديو «سناب شات» لمن تعرفهم في الكويت بحسن نية ولكنها لم تعلم أن ما قامت بإرساله قد كان «شرا» لها، فقبل العرس بيوم صار حادث لوالدها ولكن كانت الاصابة مادية فقط، وفي اثناء العرس سقطت والدتها وكسرت رجلها، وفي أثناء شهر العسل حصل الطلاق! هل علمتم يا بشر ما السبب؟ واعتقد أن هناك قصصا شبيهه بذلك.
لقد أصبح الناس يتفاخرون في كل شيء ويحرصون على إرساله من خلال وسائل التواصل بحسن نية أو كنوع من «الشحاطة» وهي الأغلب! فمثلا مسابقة أجمل طفل «تكفون صوتوا لولدي» وما درت ان عيون الناس راح تقول: «يخرب بيته شنو جميل»، راح فيها الولد وصار «بوحقب» وما يقدر يمشي، وهناك أناس يشترون سيارة فاخرة وتحط صورتها في الانستغرام، وفي اليوم الثاني السيارة في «سكراب امغرة»، وغيرها من الأمور التي يشيب لها الرأس ومالها داعي بأن يعرفها الناس «وين رحتوا ولا شنو أكلتوا او شريتوا.. الخ». فالناس لا يهمهم ان اكلتوا «سوشي» ولا «محروق صبعه»، فكما هو معروف بومتيح يدور الطلايب «قلعتكم» فأنتم تجبرونهم على مشاهدتكم وحسدكم (صچ وقته محروق صبعه الحين بهالجو).
وكما هو معروف «أن من يريد أن يقضي حاجته يجب أن يقضيها بالكتمان، فكل صاحب نعمة محسود»، لأن البعض عينه «اللهم يا كافي» لا ترحم صخرا ولا بشرا، فكما نعلم أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد بدأ دعوته سرا وهاجر من مكة الى المدينة «سرا» من أجل ألا تترصده العيون ويصل الى وجهته بسلامة وقد كان، وفي سورة يوسف عندما أمر سيدنا يعقوب ابنه يوسف عليهما الصلاة والسلام أن يكتم رؤياه عن إخوته فقال: (قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للإنسان عدو مبين) فكل ما سبق، فمن يرد ان يعمل أمرا فعليه أن يقضيه «بهدوء» وبعيدا عن «مبحلق العيون»، فكم من واقعة لم يعلم صاحبها السبب المباشر لما حدث له ولكن بعدما يراجع نفسه يجد أن السبب هو ما قام بنشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي فأصابته العين «أرض ارض»، وانتوا يا بوعيون «تيزاب» قولوا ما شاء الله على كل شيء ارحموا الناس من عيونكم «الودرة» عسى عينكم «البط».
واللي ما يتعظ من «مصائب» الغير لا يعض اصابع الندم «بعدين» ويقول: يا ليتني ما سويت هالشي.