عن قانون دور الحضانات بين الورق والواقع – تكتب وسم السبيعي

(قانون إنشاء دور الحضانات بين الورق و الواقع العملي)
إن للطفل مراحل عمرية وإن كانت في بداياتها المبكرة جداً إلا أنها تأتي بثمارها إن زرعنا بذرتها في بيئة تعليمية صحية و سليمة تضع في إعتبارها الجانب التربوي في المقام الأول على الجانب الربحي وهذا ماكنا نأمله من وراء إنشاء دور الحضانات الخاصة ، و إليكم دراسة تقريبية شبه مفصلة لدور الحضانات في المجتمع و الهدف من إنشائها وهل يتم فعلاً تحقيق الهدف الإجتماعي التعليمي من ورائها أم أنها مجرد (بقالة) إن صح التعبير تهدف لجلب المادة و الربح لصاحبها فقط.

أولاً سأعرض عليكم جزء من قانون تنظيم الحضانات في الكويت وذلك لتهيئة عقولكم لما سأطرحه ولفرش الطريق أمامكم للمقارنة بين الواقع و مانراه في أجندات قانون تنظيم الحضانات ، وحتى لايكون لدى البعض منكم الجهل الذي يرجوه منكم الطرف الأخر وحتى لا يستخدمه كستار يغطي به خدماته الرديئة لفلذات أكبادكم.

التزامات طالب الترخيص

مادة ( 3) :

يجوز للأفراد والمؤسسات العامة والخاصة والشركات وجمعيات النفع العام وأي جهة أخرى تقتضي طبيعة عملها أو ظروف العاملين بها وجود دار حضانة , التقدم بطلب ترخيص بإنشاء الدار وذلك وفقا لأحكام القانون رقم 22 لسنة 2014 وهذه اللائحة.

مادة ( 5) :

يجب أن تهدف دار الحضانة لتحقيق الأغراض التالية :

أ‌- رعاية الأطفال اجتماعيا وتنمية مواهبهم وقدراتهم الذاتية.

ب‌- تهيئة الأطفال بدنيا ونفسيا وتعليميا وثقافيا ودينيا وأخلاقيا على نحو يتفق ومقومات وأهداف المجتمع.

ج- تقوية وتنمية الروابط الاجتماعية بين دار الحضانة وأسر الأطفال.

مادة (6):

يتم تحقيق الأهداف المشار إليها بالمادة السابقة من خلال الوسائل التالية:

أولا : بشأن الرعاية :

الرعاية الجسدية :

– تنمية الطفل من الناحية البدنية بتوفير الأنشطة الملائمة لفترته العمرية .

– توفير التغذية السليمة وتنمية العادات الغذائية الصحية لدى الطفل .

الرعاية النفسية :

– توفير الحنان والإهتمام واستثارة الحواس لدى الطفل والإستكشاف بشكل ينمي سلوكه.

– المساهمة بشكل فعال بتربية الطفل بالتشاور مع أولياء الأمور.

ثانيا : بشأن التربية والتعليم :

– تنمية القدرات الاجتماعية , والعاطفية والبدنية والثقافية.

– إكساب الأطفال السلوك الاجتماعي من خلال المشاركة الجماعية في الفصول.

– تعزيز الهوية الوطنية في الطفل من خلال الأنشطة المختلفة.

– تعزيز القيم الإسلامية من خلال الأنشطة المختلفة.

مادة (10):

يحظر على المرخص له ما يلي :

أ- استخدام مقر دار الحضانة أو جزء منه في غير النشاط المرخص به ولو في غير أوقات العمل الرسمية .

ب- السكن بدار الحضانة أو إقامة أي من العاملين بدار الحضانة أو المبيت فيها .

ج- تشغيل الرجال أو تواجدهم بدار الحضانة.

مادة (11) :

مع مراعاة ما ورد بهذه اللائحة وملحقيها تلتزم دور الحضانة بكافة التعليمات الاجتماعية والنفسية والتربوية والصحية والتنظيمية وإجراءات الأمن والسلامة التي تصدرها الوزارة بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، واتخاذ التدابير الفعالة لتنفيذها.

كما تلتزم بتقديم برنامج تعليمي معتمد من وزارة التربية , يناسب عمر الطفل على أن يشمل البرنامج على وجه الخصوص الأمور التالية:

أنشطة اللعب الدرامي.
أنشطة الفنون الإبداعية .
أنشطة تنمية وتقوية العضلات.
المشاركة في المناقشات والألعاب البسيطة.
أنشطة تنمية اللغة.
المشاركة في الموسيقى والأناشيد.
الخبرات العلمية، وتنظيم رحلات قصيرة إلى أماكن ترفيهية للأطفال لمرحلة ما بعد الفطام.
مادة (19) : أن تكون مراحل قبول الأطفال بدار الحضانة حسب أعمارهم على النحو التالي :

1- مرحلة الرضع : ويقبل بها الأطفال من عمر 30 يوم إلى أقل من سنتين.

2- مرحلة الفطام : ويقبل بها الأطفال من عمر سنتين إلى سنتين ونصف.

3- مرحلة البستان : ويقبل بها الأطفال من عمر سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات.

4- مرحلة الحضانة : ويقبل بها الأطفال من ثلاث سنوات إلى ما دون سن رياض الأطفال.

مادة (21) :

يتكون الجهاز الإداري والإشرافي العامل بدار الحضانة من الإناث فقط وذلك للوظائف التالية :

– مديرة الدار : ويشترط أن تكون حاصلة على مؤهل علمي لا يقل عن بكالوريوس في المجال التربوي أو دبلوم وخبرة عملية لا تقل عن 5 سنوات في ذات المجال المشار إليه .

– مشرفة : وهي المسئولة عن توفير الأمان والرعاية والبيئة المناسبة لنمو الأطفال بشكل سليم في دار الحضانة , ويشترط أن تكون المشرفة حاصلة على مؤهل علمي لا يقل عن الدبلوم في المجال التربوي .

– مساعدة مشرفة : وهي من تعاون المشرفة في مهامها , ويشترط أن تكون حاصلة على مؤهل علمي لا يقل عن الثانوية العامة أو ما يعادلها مضافا إليه دورة تدريبية لا تقل عن 6 شهور ( في المجال التربوي ودورة في الإسعافات الأولية) .

– سكرتيرة : ويشترط أن تكون حاصلة على شهادة لا تقل عن المرحلة المتوسطة مضافة إليها خبرة وإلمام في أعمال السكرتارية .

– مستخدمة .

مادة (22):

يراعى في توفير الجهاز الإشرافي للأطفال ما يلي:

1- مشرفة ومساعدة لها لكل (5) أطفال في مرحلة الرضع.

2- مشرفة ومساعدة لها لكل (7) أطفال في مرحلة الفطام.

3- مشرفة لكل (8) أطفال في مرحلة البستان.
4- مشرفة لكل (10) أطفال في مرحلة الحضانة .

إن ما أطرحه لكم ليس فكرة جديدة إنما هي نموذج لجنين مشوه و مشروع يبعد الهدف الذي إنطلق من إنشاءه عما نراه كما يبعد المشرق عن المغرب ، إن المطالبات بإصلاح قانون تنظيم إنشاء الحضانات لا يقل أهمية عن أي مطالبات حقوقية أو سياسية أو إجتماعية أخرى بل هي أهم مما سبق لأنها تؤسس لنا لبنة المجتمع التي يجب أن تكون صلبة و أساساتها ترقى لما تطمح له الدولة من تطور بشري قبل أن يكون تطور إقتصادي

ففي البداية كان مشروع فردي قد يكون على شكل خدمة إجتماعية بسيطة لكنه مالبث إلا و أن كبر وتوسع و إنتشر كما تنتشر النار في الهشيم ، فأصبح الغرض منه تحقيق المادة بشكليها المشروع وغير المشروع ، وهذا ما سأتطرق له لاحقاً
إن ما أتحدث عنه هو جشع من أوهم نفسه بالتجارة في التعليم و البشر أيضاً ، يريد أن يبني ثروته ويحقق مبالغ طائلة بأقل تكلفة ممكنه ، أي أن أستغل من يعملون لدي في تحقيق الهدف الربحي بالكامل ، وهذا ما نراه من معاملة لاتليق بمن يعملن في هذا المجال ولا من ناحية الراتب الذي من المفترض أن يوازي ولو قليلاً العناء و المشقة من وراء هذا العمل.

إن ما أتحدث عنه هو الحضانات أو دور رياض الأطفال الأهلية والتي بتنا نراها بين كل منزل وأخر وفي كل زاوية من مناطق الكويت.

نرى في الخارج جدران مزخرفة ولوحات جاذبة لأولياء الأمور وبعض الألعاب الصاخبة بالألوان الجاذبة للطفل أيضاً ، ثم يليها الإستقبال الحار و النظرات التي تطرق محفظة ولي الأمر أولاً فيأخذ الطرف المستفيد بعرض مالديه من إمتيازات وجودة قد تكون في أغلب الأحيان وهمية و ليست موجودة ولا تمتد إلا من خياله الواسع الذي يلاحق المادة أولاً ، بينما ترى في الجانب الأخر معلمة أهلكها العمل وتكدس الطلبة لديها بالإضافة إلى الإمتيازات التي لم تراها و الأهم من ذلك كله الأجر الذي تتقاضاه والذي يساوي أجر العمالة الوافدة تحديداً بل أن بعض تجار الحضانات وصل بهم الجشع للإستغلال أكثر و أكثر حتى أصبح جشعهم كاكرة الثلج التي لا يمكن أن تتوقف عن النمو حتى ترتطم بصخرةٍ صماء محايدة توقفها وتحجم لها جشعها الملتهب ، وتلجم شهيتهم المفرطة.

إن جميعنا نعلم بأن الحضانات تخضع لقوانين خاصة من قبل وزارة الشؤون إلا أنها تتبع وزارة التربية في تقديم الخدمة التعليمية فقط ، وإن كانت رديئة أو ملتوية أو لا تتناسب بما يرجوه أولياء الأمور فترى الأخر يخذل من حضانة و يتجه للأخرى ولا جدوى من التنقل والموضوع برمته ليس إلا أموال تنثر هنا وهناك
عرضي اليوم لموضوع الحضانات ليس لفكرةٍ غزت عقلي لفترة ، أو للتقريع و النقد فقط ولكن ماهو الا مرآة تعكس جنون هؤلاء وهوسهم بالمادة دون وضع أي إعتبار لحقوق الطفل و لا الموظفات اللاتي يعملن لديهم و الكل يعلم بأن من يعملن بها أكثرهن غير كويتيات. فنراها تعمل في الصباح من وقت مبكر جداً و حتى الواحدة ظهراً هذا إذ لم يكن في جدولها إنتظار للطلبة قد يصل للساعة الثالثة مساءً، بالإضافة لعدم التقيد بعدد من يعملن بالحضانة فنراهم يأخذون بعين الإعتبار تقليل الموظفات بصورة تجعل المعلمة تقوم بتدريس أكثر من مادة بالإضافة إلى إجبارها بالمشاركة بعملية الإشراف و الإنتظار و غيرها و بنفس الراتب الأمر الذي يأتي بنتائج سلبية عليهن ، عتبي هنا ليس على أصحاب الحضانات الموقرين بل على وزارة الشؤون ذاتها التي إهتمت بأدق تفاصيل الحضانة و تتظيمها لكنها تركت الدائرة مفتوحة و متسعة أمام جشع أصحاب الحضانات فلم نراها تحدد ساعات العمل مثلاً أو حتى وضع شروط تكفل للمعلمات و الطاقم الذي يعمل بالحضانة العيش بمستوى يليق بالخدمة التعليمية التي تقدمها للطفل ، لا أرى سكوت السلطة التشريعية و لا الصحافة إلا ترقيع لثيابٍ باليةٍ لا جدوى من إرتدائها وكأن ما يحصل لا يمت لأطفالنا بصلة.

ختاماً لن يكون هذا أخر مقال لي في هذا الأمر حتى تُسمع كلماتي من به صممُ من المسؤولين المتخاذلين ، و مقالي بلا شك يحمل في طياته التبعيض ولكن بمستوى لا يعلوا عن ٢٪ كحدٍ أقصى .

وسم السبيعي