توني موريسون Toni Morrison، هي روائية أمريكية زنجيّة، «أشهر من نار على علم» في بلدها والعالم الغربي، وقد أصدرت روايتها الأولى وهي في الثامنة والثلاثين من عمرها بعنوان «العين الأكثر زرقة»، وهي أول امرأة من أصول إفريقية تحصل على جائزة نوبل للآداب عام 1993، وهي أستاذة جامعيّة درّست الأدب، ولها أيضاً دار للنشر.
والكاتبة الأمريكيّة هي «نجمة» تضاهي في شهرتها نجوم هوليوود، بل هناك من ذهب إلى حدّ وصفها بـ«الأسطورة». وبسبب تقدّمها في العمر (84 عاماً) لم تعد في المدّة الأخيرة تفارق بيتها في ضواحي مدينة «نيويورك»، ولكنّها أصبحت رغم سنّها المتقدّمة، محافظة على كامل حيويّتها الفكريّة.
ويجمع النقاد على القول إن توني موريسون – التّي ولدت في 18 فبراير 1931 في ولاية «أوهايو»- لها شعبيّة كبيرة، حتّى إنّها عندما كانت تخرج إلى الأماكن العامّة، فإنّ النّاس يتجمّعون حولها، ويتمّ وضع الحواجز في الشوارع التي تمرّ منها عند حضورها إحدى المناسبات؛ منعاً للازدحام.
وبسبب شعبيّتها الطاغيّة واعتبارها «صانعة رأي»، فإنّ الكثير من السياسيين الأمريكيين يسعون للتقرّب منها والظفر بودّها وصداقتها، ومن بينهم باراك أوباما؛ الذي سعى للحصول على تأييدها له عند ترشّحه لمنصب الرئيس في ولايته الأولى.
علاقات بالرؤساء
وتقول توني موريسون عن علاقتها بالرئيس الأمريكي أوباما، في حديث لها مع مجلّة «لير» (اقرأ) الفرنسيّة، المتخصّصة في شؤون الأدب: «لم أساند باراك أوباما لأنّه أسود، ولم يكن لون بشرته محدداً لي لتأييده، ولكنّي اقتنعت ببرنامجه السياسي الذّي تقدّم به للانتخابات، وبعد متابعة نشاطه والتعمّق في تحليل شخصيّته، انتهيت إلى الاقتناع بأنّه رجل مثقّف وذكي». مضيفة: «وبعد مطالعتي لكتاب (أحلام والديّ) والذي روى فيه سيرته الذاتيّة، وجدت أنه كتاب رائع وعميق، ثمّ أتيحت لي فرصة اللقاء به، وعبّر لي عن إعجابه بإحدى رواياتي ومدى تأثّره بها، وكان بيننا نقاش».
وتعترف الروائية الأمريكية، الأشهر في العالم، أنّ علاقة مودة كبيرة ربطتها بالرئيس الأمريكي سابقاً بيل كلينتون، وقالت عنه: «إنّ بيل كلينتون تربطه علاقة ودّ مع السود الأمريكيين، فهو رجل عرف اليتم مبكراً بعد وفاة والدته، وعرف الخصاصة أيضاً والفقر عندما كان طفلاً، وهذه قواسم مشتركة بينه وبين غالبيّة السود الأمريكيين، وهو ما قوّى العلاقة وزادها صلابة بيني وبينه».
عنصريّة مقيتة
إنّ أكثر روايات توني موريسون، وعددها 11 رواية، تتناول موضوع العنصرية ضد السود في أمريكا، وهي تقول: «ما أهتمّ به في رواياتي ليس الحال التي يكون فيها كلّ شيء على ما يرام»، وفي روايتها التّاسعة «هبة» قدّمت وصفاً اجتماعيّاً دقيقاً لفترة سابقة من تاريخ أمريكا؛ عبر سرد روائي لأحداث تبرز مظاهر الاحتقان الاجتماعي؛ نتيجة لمظاهر العبوديّة والعنصريّة وقتها.
وبطلة الرواية هي «فلورونس»، وهي زنجيّة عبدة تعيش في حقل لزراعة التبغ لملك برتغالي، وتصوّر الرّواية حياة نساء زنجيات وحيدات في مهبّ الريح، والفترة التي تصوّرها الرواية كانت فيها المرأة الزنجيّة في أمريكا ممحوقة».