وضع سمو أمير البلاد – حفظه الله – الإصبع على الجرح في خطاب افتتاح مجلس الأمة الثلاثاء الماضي فقد ركّز في خطابه على قضيتين أساسيتين:
الأولى: قضية الأمن والتي أصبحت هاجس جميع دول العالم بعدما دبّت الفوضى الخلاّقة في جميع مفاصل الجنس البشري.
وقد تحدث سموه عن «وباء الإرهاب» الذي وجد طريقه إلى الكويت، والذي تمثل في تفجير مسجد الصادق في شهر رمضان الماضي ومخازن الأسلحة التي تم كشفها والقبض على مرتكبيها، وهذه ليست إلا بوادر الفتنة التي تطل بوجهها وتهدد بتفجير الكويت – ذلك البلد الصغير الآمن – من داخله والتمهيد لاحتلاله من أعتى المنظمات الإرهابية في عالمنا اليوم وهما تنظيم «داعش» و«حزب الله» اللبناني!
الحمد لله أن قضاءنا العادل قد أدان مفجري مسجد الصادق وأصدر أحكاماً بحقهم والتي نتمنى أن تجد مجالها للتنفيذ في أسرع فرصة، لأن الشر لا يرتدع ما لم تتم مواجهته بعقوبات صارمة تبعث الطمأنينة في نفوس الناس!!
أما قضية مخازن الأسلحة والتي اصطلح على تسميتها «خلية العبدلي» فهي لا تقل خطورة عن مسجد الصادق وقد دلت الخيوط الأولى للقضية على مخطط قذر يقف وراءه شرذمة من الحاقدين لتنفيذ مخطط «حزب الله» في الكويت، والذي لا يمكن فصله عن المؤامرات الإيرانية المتتابعة لابتلاع دول المنطقة!!
وها هي البحرين التي ذاقت الأمرين من تآمر إيران عليها وسعيها لاحتلالها قد اتخذت إجراءات صارمة لوأد تلك الفتنة والقضاء على مرتكبيها، ثم قررت قطع العلاقات بدولة الشر – إيران التي لا يأتي من ورائها خير، وكذلك فعل اليمن، فإلى متى ننتظر نحن ونبالغ في مجاملة من يريد بنا الشر ويخطط لتدميرنا؟! وهل ننتظر 2/8 جديداً بصيغة إيرانية لا سيما ونحن نرى الإدارة الأميركية الحالية تهيم بعشق إيران وتصر على إشراكها في كل شيء، حتى في حل المعضلة السورية التي تعتبر إيران هي رأس الأفعى الذي تسبب في إطالة أمد معاناة الشعب السوري وسخر جميع إمكانياته من أجل إبقاء نظام قد أصبح هيكلاً عظمياً وفقد شرعيته!!
فهل يحرص عاقل يحب بلاده ويخاف من عدوه على إبقاء النفوذ الإيراني في بلاده؟!
لا بد من الترشيد
ثانياً: تكلم سمو الأمير عن قضية مهمة وهي تراجع مداخيل البلاد من بيع النفط إلى نحو ستين في المئة، وطالب سموه باتخاذ إجراءات إصلاحية عاجلة لذلك الوضع الاقتصادي المزري الذي سيستمر سنوات طويلة وسيأتي على جميع ما ادخرناه من احتياطيات، وطالب سمو الأمير بتخفيض الإنفاق العام والتصدي لمظاهر الفساد!! دون المساس بأسباب العيش الكريم للمواطنين ودخل الفئات المحتاجة وصندوق الأجيال القادمة!
للأسف فإن من يراقب تصرفات حكومتنا ومجلس أمتنا يشعر بأنهم يسبحون عكس التيار ولا يبالون بما يجري، فهم يوزعون المليارات في الخارج على من يستحق ومن لا يستحق دون أخذ موافقة الشعب، ولا ترى أي إجراءات حقيقية للتقشف أو حتى تحذير المواطنين من عاقبة ذلك الوضع، لقد قادت الكويت حملة لترشيد الإنفاق في التسعينات عندما انخفضت أسعار النفط، ووضعت نظاماً صارماً للتقشف استجاب له المواطنون – حتى في بيوتهم وأعمالهم – ولكننا اليوم وللأسف قد «شققنا القربة» وأصبحنا نوزع الأموال من دون حساب، وسرنا في سياسة توزيع الأعطيات على من يستحق ومن لا يستحق، ورفع الرواتب والمكافآت لا سيما لبعض الفئات المتنفذة من دون حساب!
لقد حذّر الاقتصاديون والخبراء من أننا مقبلون حتماً على الاصطدام بالجدار، وأن الدولة ستصل حتماً إلى مرحلة العجز عن دفع الرواتب للموظفين، ولكن كثيراً من الجهلة كانوا يصرون على أن هذه التحذيرات وهمية وأن الخير كثير وأن النفط مصيره الارتفاع!
يصف ابن قدامة من هذا حاله بحال الذي يلقي أمواله في البحر ثم يقول: لو شاء الله تعالى أن يرزقني لفعل، ثم يعلق ابن قدامة بقوله: وهذا لا شك أنه صحيح
ولكن صاحبه يسمى بالأحمق!