اعتقلت السلطات الإيرانية اثنين من الصحفيين البارزين يوم الاثنين ورفض رئيس الجهاز القضائي الشجب الدولي لما يبدو أنها حملة على الكتاب والفنانين.
وقالت أسرة عيسى سحرخيز -وهو صحفي مستقل مشهور- إن الحرس الثوري الإسلامي اعتقل سحرخيز يوم الاثنين بتهمتي ‘إهانة الزعيم الأعلى (آية الله علي خامنئي)’ و ‘الدعاية المناهضة للنظام’.
وأعلن مهدي ابن سحرخيز اعتقال والده في محادثة هاتفية من الولايات المتحدة.
وقالت وكالة أنباء تسنيم الوثيقة الصلة بسلاح الحرس الثوري الإيراني إن إحسان مازندراني المدير المنتدب لصحيفة فاريختيجان اعتقل بتهم أمنية. وأكد موظفون في الصحيفة لرويترز نبأ اعتقاله.
والحرس الثوري مسؤول بشكل مباشر أمام خامنئي وليس مسؤولا أمام الحكومة ويعمل مع جهاز القضاء المحافظ للتصدي لما يعتبر مخاطر داخلية على الجمهورية الإسلامية.
جاء اعتقال الصحفيين بعد الحكم على اثنين من الشعراء ومخرج سينمائي إيرانيين بالسجن مددا طويلة والجلد الشهر الماضي لإدانتهم بتهم منها ‘إهانة المقدسات والدعاية المناهضة للدولة.’
وحكم على المخرج السينمائي كيوان كريمي بالسجن ستة أعوام والجلد 223 جلدة وعلى الشاعرين فاطمة اختصاري ومهدي موسوي بالسجن 11.5 سنة وتسع سنوات على الترتيب والجلد 99 جلدة لكل منهما.
ويوم الأحد بعث مركز القلم الأمريكي الذي يدافع عن الكتاب المضطهدين بسبب أعمالهم برسالة إلى خامنئي طلب منه إلغاء الأحكام الصادرة في حق الشاعرين.
وقالت الرسالة الموقعة من 116 شاعرا وكاتبا ونشرت على الموقع الإلكتروني لمركز القلم الأمريكي ‘إننا نشعر بقلق بالغ من هذه الأحكام غير الإنسانية … لمجرد التعبير عن أنفسهم بالفن. وكتابة الشعر ليست جريمة.’
ورفض آية الله صادق لاريجاني رئيس جهاز القضاء في إيران مزاعم وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في الجمهورية الإسلامية يوم الاثنين ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية قوله إن ‘طهران لن تخضع لحقوق الإنسان كما يفسرها الغرب.’
‘لم يحدث شيء’
وقال ابن سحرخيز على تويتر إن قوات الحرس الثوري اعتقلت والده في وقت مبكر يوم الاثنين وصادرت معداته الإلكترونية واضاف ابنه مهدي قوله إن سحرخيز بدأ إضرابا عن الطعام.
وقضى الصحفي الذي سبق أن شغل منصب نائب وزير الثقافة أربعة أعوام في السجن من عام 2009 إلى عام 2013 بتهم إهانة زعماء إيرانيين والإضرار بالأمن القومي. وكان اعتقاله في عام 2009 في أعقاب احتجاجات واسعة النطاق تطالب بالإصلاح في أنحاء طهران.
وتحدث كريمي لرويترز الأسبوع الماضي من طهران حيث أفرج عنه بكفالة إلى حين نظر دعوى استئناف في المحكمة العليا. وقال إنه يعتقد ان طلب الاستئناف سيُرفض.
وقال كريمي ‘إدانتي رسالة إلى أوساط الفن الإيرانية مفادها أنه لا شيء تغير بعد الاتفاق النووي.’
وكانت إيران توصلت إلى اتفاق مع القوى العالمية في يوليو تموز لتقييد أنشطة برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية ويشعر كثير من الإيرانيين بتفاؤل ان الاتفاق إيذان بعهد رخاء جديد ونهاية للعزلة الدولية.
ويقول نشطاء إن وضع حقوق الإنسان لم يتحسن في عهد الرئيس حسن روحاني الذي ساند جهود التوصل للاتفاق النووي عما كان عليه في ظل سلفه المتشدد محمود أحمدي نجاد ويستشهدون على ذلك بزيادة عدد الإعدامات والسجناء السياسيين.
وقال كريمي ‘هناك آلاف الآمال ولكن لا شيء منها من أجلنا.’