معركة الإرادة والإيمان
نفيعة الزويد
الإدمان أن تكون عبداً لعادة، والإدمان له صُور كثيرة ومتعددة كالمخدرات، التدخين، الطعام، العمل، مشاهدة التلفزيون، وإدمان كمية السكر على الشاي والقهوة، وكمية الملح المضافة للأكل….. إلخ.
سأتناول إدمان الطعام بوجه عام لأني رأيت الكثير من الرجال والنساء في أعمار متفاوتة يشتكون البدانة، وليكن التحالف بين العقل والأسنان على كمية الطعام الممضوغ ليدخل المعدة، وكي تكسب المعركة في نهاية المطاف لمصلحة قلبك ووزنك ونفسيتك يجب أن ننتبه أثناء الأكل أن هناك إشارة بمنزلة الخط الاحمر تعطيك إنذاراً بالتوقف عند بداية الشبع فأرجو أن لا تتجاهلها.
كم هو جميل الخط الأحمر في التعاون مع الآخرين ليظل الاحترام قائما وبعلاقة سليمة صحية طويلة الأمد بين الطرفين كـ«المدير والموظف، المعلم والتلميذ، الأب وأبنائه والزوج والزوجة … إلخ»، لنسقط هذا الالتزام على أنفسنا بأن يكون هناك خط احمر يجب أن لا نتجاوزه حفاظاً على صحتنا وإلاّ سنصل لمرحلة الخطر ونتائج لا تحمد عقباها على عضلة القلب.
وحين تداهمك حالة الجوع في غير وقتها المعتاد، اصرف النظر لمدة نصف ساعة ستجد رغبة الأكل اختفت، لأنها عاطفية المنشأ من الدماغ وليست من الأمعاء.
التجارة الرابحة اليوم تعتمد على ضعف إرادتك اتجاه ما تراه عينك بالإعلانات التجارية لشركات المطاعم، والطفرة التي حصلت لكل مطابخ العالم باستحداث أطباق جديدة ليست لها معالم، مجرد خلط أصناف متضاربة الطعم ببعضها، والناس وصلوا لمرحلة لم يعد احد منهم يميز هل الأكل لمجرد الأكل أو الاستمتاع بحاسة التذوق.
والتجارة الرابحة الثانية بعد انتشار امراض الضغط والسكر والكوليسترول وزيادات الوزن والسمنة المفرطة…. إلخ، كل ذلك فتح أبواب عيادات مربحة للشفط والشد وعيادات النظام الغذائي وشركات توصيل غذاء منخفض السعرات وصيدليات لبيع حبوب تساعد على إذابة الدهون وسوق سوداء لبيع كبسولات مجهولة الهوية للتنحيف. ومحال لبيع الكريمات السيلوليت ومستشفيات الجراحة للبدانة… إلخ، كل ذلك ليصلح ما جناه الإنسان على نفسه وجميعها مكلفة مادياً، وجميعها تأثيرها مؤقت إن لم يكن لها آثار سلبية وستعود التراكمات كما كانت، ويظل الإنسان حائراً في معركة الإرادة والإدمان مروراً بمرحلة الاكتئاب بسبب استجواب الذات اليومي.
هناك غش وكذب في كثير من المعلومات، كذبة الدهون المهدرجة المنتجة صناعياً أو زبدة المارجرين واخواتها والزيوت من غير كوليسترول جميعها لو أخ.ذَت للمختبرات الصحية سنجد تأثيرها في القلب شأنها شأن الدهون الآخرى، وكذبة الحليب الدسم والخالي من الدسم، وفي النهاية نجد نفس السعرات الحرارية تقريباً متساوية، لأنه بإزالة جزء من الدهون يُستبدل بالسكر والنشويات، وكذبة المحليات الصناعية كبدائل السكر التي لها تأثير سيئ في الصحة وبعضها في الجهاز العصبي.
ان الحل بسيط جداً وبأيدينا وغير مكلف مادياً، صحيح أن جسم الإنسان يحتاج الى الحلو والمر، المالح والحامض، الدهون الطبيعية والنشويات… إلخ، ولكن نحتاج الى إرادة لتقنين الكمية بما يناسب المرحلة العمرية والحركة الجسدية وبمواعيد وقتية منتظمة.