الطلاق.. وناقوس الخطر
بقلم: حمد سالم المري
كشفت وزارة العدل في إحصاءاتها نصف السنوية أن نسبة الطلاق خلال الستة أشهر الماضية بلغت 52.5% وأشارت الاحصائية إلى أن أكثر الأشهر التي وقعت فيها حالات الطلاق هو شهر مارس الماضي، حيث بلغت حالات الطلاق 677 من أصل 1240 حالة زواج، ورغم ان الوزارة ذكرت أسباب الطلاق ومنها (عدم تقبل الزوجين بعضهما لبعض – ضعف الحوار والمودة والتغير في السلوك – عدم تحمل المسؤولية – الخيانة الزوجية..إلخ) وذكرها كذلك لبعض الحلول لهذه الأسباب منها (التوعية الإعلامية والأسرية – الحد من الزواج المبكر – تأسيس هيئة عامة للإصلاح بين الزوجين..إلخ).
فإن هذه الأسباب والحلول قد تكون جزءا فقط من رأس جبل الجليد، كما أن الزواج المبكر ليس له دخل بهذه المشكلة والدليل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الأطهار تزوجوا نساء صغيرات في العمر وكذلك أجدادنا ووالدينا تزوجوا في عمر مبكر ولم ينتشر فيهم الطلاق كما هو الوضع حاليا.
كما أن إشارة الوزارة لإنشاء هيئة للإصلاح بين الزوجين لا يحل المشكلة بل سيزيد الأعباء المالية والإدارية على الدولة لأن الهيئة تتطلب كادرا وظيفيا يبدأ من وكيل وزارة ومساعدين ووكلاء ومديرين ومراقبين ورؤساء أقسام وموظفين وميزانية مالية تشغيلية دون أن تحل المشكلة جذريا أو على الأقل تحد من انتشارها لأن من أهم مشكلات الطلاق هو شعور الزوجة بالاستقلالية المالية كونها موظفة ولها راتب شهري مما يجعل بعض الأزواج لا ينفق على زوجته وبيته بحجة أن لها راتبا، وكذلك انتشار وسائل الإعلام الإلكترونية وشغف الكثير من الشباب بها خاصة الفتيات فينشرن تفاصيل حياتهن في هذه الوسائل بالصوت والصورة، كما يقضي الكثير من الشباب وقتهم في استخدام هذه الوسائل مهملين زوجاتهم، وأيضا من أسباب الطلاق تشبه النساء بعضهن ببعض فبعض الفتيات تريد من زوجها توفير كل شيء تطلبه أو تراه ويعجبها لأنها تتشبه بقريناتها من الفتيات الأخريات دون أن تأخذ بعين الاعتبار القدرة المالية لزوجها خاصة أن طلباتها كمالية وليست ضرورية في الوقت الذي يكون فيه بعض الشباب يرفض أن يوفر لزوجته أي شيء تطلبه، معتبرا ذلك من الفحولة والرجولة وعدم الانصياع للمرأة وهذا خطأ، فالحياة الزوجية هي تكافل وتراحم ومشاركة مع إبقاء القوامة للرجل.
ومن أسباب الطلاق أيضا قيام الزوجين بنسج حلم وخيال لكل منهما في نظرته للآخر حيث يريدون الشخصية المثالية دون النظر في الواقع لأنه ليس هناك إنسان كامل ومثالي 100% فلكل شخص ميزات وعيوب.
ولهذا فالحل الأنسب هو تمسك الزوجين بالسنة النبوية واتباع النهج الرباني في التعامل فهي سفينة النجاة امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن خير النساء فقال: (التي تطيع إذا أمر، وتسر إذا نظر، وتحفظه في نفسها وماله) رواه احمد والحاكم وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها» وقوله صلى الله عليه وسلم: «خياركم خياركم لنسائهم».