بلا قناع – لم يكن وحيداً
صالح الشايجي
ما أبشع زمنا ترى فيه الحق مكلوما كسيرا مغلولا ملجوما، وترى فيه الباطل مزهوا طليقا يتباهى بزينته وتسيّده وكثرة أتباعه ومناصريه!!
وما أبشعه زمنا مليئا بالوحوش الآدمية التي تستهين بالدماء والأرواح وكرامات البشر، وتدعو زاعقة الى الموت والقتل.
إنّ «الدواعش» ليسوا أولئك الذباحين المرسلي اللحى والمسدلين شعورهم فوق أكتافهم الملوحين بالسكاكين، بائعي الحرائر وناحري النحور وحزازي الرقاب!! بل إن «الدواعش» يتغلغلون في كلّ حيّ وشارع وزقاق.
إنه زمن مر كريه وحشي، يكره الحي أن يعيش فيه ويقول في قرارة نفسه «يا ليتني مُتُّ قبل هذا»!!
«داعشيّ» الروح منزوع الضمير والإحساس وحشيّ السلوك، يقوم بدهس آدمي بسيارته مرارا وتكرارا حتى أزهق روحه وقطع جسده أوصالا أوصالا، في منظر لم تر العين البشرية ما يشبهه ولا يماثله.
جريمة أرعبت الجميع واستنكرها الجميع.
ألقي القبض على الفاعل وأسلكوه الطريق المعتاد في قضايا الإجرام، تحقيق ومحاكمة، وما الى ذلك.
ما زاد بشاعة الجريمة هو الجرائم التي نتجت عنها، ولنجد أن أمثال ذلك المجرم كثر ولم يكن وحيدا، والغريب في الأمر أن أولئك المجرمين المماثلين لذلك المجرم يدّعون استنكارهم ورفضهم للمجرم وجريمته ويقفون ضد المجرم، وهم لا يقلّون عنه وحشية وإجراما!
إن كان ذلك المجرم قد قتل واحدا، فإن أولئك المجرمين يريدون قتل الآلاف وما يتيسر من أرواح!
روّجوا أولا أنه لن يتم القبض على القاتل، فلما تم القبض، ادّعوا أنّه سيطلق سراحه بحجة الخلل العقلي فيه! ولا أدري كيف عرفوا وكيف استبقوا الأحداث واستنتجوا!
وسرت سلسلة الحوادث الافتراضية غير المنطقية مع تهييج الغوغاء والبسطاء والسذج من الناس.
هؤلاء مجرمون حقا يماثلون ذلك المجرم في إجرامه وربما يفوقونه.
لن أكون من سالكي نظرية المؤامرة، ولكن الحقيقة واضحة تُرى رأي العين وتُسمع سمع الأذن، والحقيقة هي أن الاخوان المسلمين هم الذين قادوا هذه الحملة الهوجاء الغبية بغرض إفساد العلاقات بين مصر والكويت والمقصود بهذه الحملة هي مصر أكثر من الكويت.
ومما يؤكد وقوف الاخوان المسلمين وراء هذه الحملة الدموية هو تماثلها مع أساليبهم التي يتبعونها دائما وكم الكذب واللامعقولية فيما يروجون من سيناريوهات افتراضية وكذلك قدرتهم التنظيمية على الترويج من خلال حسابات وهمية في وسائل التواصل الاجتماعي وتغلغلهم في وسائل الإعلام وبالذات الفضائيات من خلال أتباع لهم متخفّين ويظهرون بوجوه معادية للإخوان ولكن جيوبهم مليئة بالأموال الإخوانية.
أنا لا أدعو المجانين أن يعقلوا ولكنني أدعو العقلاء ألا ينجرفوا ويصيروا حطبا في نار الاخوان المسلمين.
لعن الله المجرم القاتل ورحم القتيل والعزاء لأسرته ولنا جميعا، فهو ابننا جميعا نحن الخيّرين، وليس ابنا لأولئك الشياطين الذين يريدون المتاجرة بدمه لتسيل دماء بريئة أخرى!!