الرئيسية / كتاب وآراء / المواطن الكويتي يشعر بأنه وافد في بلده.. هذا ما يراه سامي الخرافي

المواطن الكويتي يشعر بأنه وافد في بلده.. هذا ما يراه سامي الخرافي

جرس  –  الهيبة

سامي الخرافي

بداية لا ينبغي أن تكون تصرفاتنا وردود أفعالنا نتيجة تصرفات فردية اعتادت أن تثير «القلاقل» بين الشعوب، ولكن ما نحتاجه هو أن نخلط الحديد مع القطران ليصبح قويا لنضرب به كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني، لقد أصبحت هيبة المواطن الكويتي في بلده كبيوت الطين القديمة التي اندثرت وحلت محلها البيوت الحديثة، كبيرة في مساحتها ولكنها بدون «روح».

كنا في السابق كلما صار لديك «اصدقاء» كثيرون أصبحت ذا هيبة في «الفريج» والكل يهابك لأن قوتك تستمد منهم، أما المكسور فالكل يلعن خيره «فتلك طبيعة البشر» فالتركيبة السكانية بديرتنا أصبحت غريبة عجيبة والكثير منها هامشية، وقد ساهم الكثير من المواطنين في وجودها للأسف «حبا للمال»، مما جعل المواطن الكويتي يشعر بأنه وافد في بلده!

لقد انعكست آثار الفساد داخل الكويت على سمعتنا بالخارج مما جعل الكثير ينظر إلينا بأننا شعب فاسد ولا يجب أن يحترم وان المال الذي يتعبون من أجله سنين طويلة، هو موجود عندنا تحت «المخدة» رغم أن من يمارس الفساد هم فئة بسيطة ساهمت في تشويه سمعتنا وأدت الى فقدنا للهيبة والاحترام، أضف الى ذلك المشاكل الكثيرة والتي تحدث بين فترة وأخرى مما يجعل العالم يتساءل: الى متى ما يطبق القانون عندهم؟!

لم يعد الكثير من الوافدين على اختلاف جنسياتهم يحترمون القانون بسبب ما يرونه من فوضى وجعلهم «يتجاسرون» وبوقاحة بضربه ليخدم مصلحتهم وتناسوا المثل القائل: «يا غريب كن أديب» !! يقولي واحد من الربع بأنه يقول للسائق الخاص به: صير مثلي اضرب القانون، لا تحترم اللي ما يحترمك بالشارع، لا تعطي حق الغير فرصة للمرور.. فتخيلوا كم كفيل يقول هذا الكلام! لقد أصبح الكثير يساهم بفقد الهيبة بديرته.

ما يجب على الوافدين أن يعرفوه هو أن لهم حقوقا وكذلك عليهم واجبات يجب أن يعرفوها حق المعرفة إذا ما أرادوا أن يعيشوا في هذه الأرض بكرامة وعزة ومن يتجاوزها فلا يلومن الا نفسه، فعلى سبيل المثال إمارة «دبي» تطبق القانون على الجميع مما أوجد شعورا بأن الكل سواسية وجعل المواطن يحترم القانون أولا الأمر الذي جعل الوافد «بشكل تلقائي يسير على نهج تلك الإمارة، فالإنسان بطبيعته يعشق الفوضى ولهذا السبب وجد» القانون «ليفرض هيبة الدولة».

على الحكومة فرض هيبتها بتطبيق القانون بشكل عادل مما يجعل الكل يهابك، أما إذا استخدم القانون كالمثل الصيني: «من وضع القانون فله الحق العزف عليه» فلا طبنا ولا غدا شرنا، فالدولة عليها الآن وليس غدا وقبل أن تضيع الطاسة وتصبح كحارة «كل من ايدو إلو» مراجعة أمور كثيرة وكلنا نتذكر أن هناك مناطق معروفة في الكويت قبل الغزو العراقي ممنوع الكويتي يمر بالشارع! مما أوجد دولة داخل دولة ولا نريد أن يحدث ذلك مرة أخرى، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.

هيبة المواطن من هيبة دولته، فكلنا نعرف قائلة «وامعتصماه» فلقد تحركت الجيوش الإسلامية لنجدة امراة مسلمة استغاثت، تلك هي الهيبة التي تفتخر بها أن تكون، فالدولة ليست بحجمها ولكن هيبتها تجعل الآخرين يحترمونها وبالتالي ينعكس على مواطنيها والعكس صحيح.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*