اثبت السوري فراس الخطيب محترف العربي الكويتي لكرة القدم، انه لا يزال قادرا على امتاع واسعاد الجماهير، وانه لا يزال يملك السحر الذي طالما تحلى به خلال مشواره الكروي في سوريا والكويت والعراق وايضا الصين.

واستطاع الخطيب من جديد في مواجهة الديربي الكويتي الذي انتهى الجمعة، أن يرد على حملة التشكيك التي طالته بداية هذا الموسم، حتى ان البعض من جماهير العربي اعتبر استمرار الخطيب رغم انه كان هداف الدوري الكويتي في الموسم المنقضي خسارة كبيرة للفريق الأخضر، عطفا على تقدمه في العمر وتعرضه المستمر للإصابات.

ورغم ان الخطيب استطاع قبل مواجهة الديربي الكويتي امام القادسية تسجيل 5 أهداف واحتل صدارة الهدافين في الدوري، إلا أن الكثير راهن على أن الخطيب لن يكون له نفس الحضور القديم في الديربي، لكن الخطيب كان في الموعد ونجح أمام القادسية ان يلهب المدرجات في الجانبين الاخضر والأصفر، فجماهير العربي ايقنت أن الخطيب لا يزال هو المنقذ لفرحتها، فيما القدساوية تمنت لو استمر مع القادسية.

وبين رحلة الإبداع التي سطرها الخطيب في الكويت وخارجها فترات طويلة، فهذا اللاعب الدمث الخلق بدأ في سوريا، ومن ثم انتقل صغيرا في العمر وكبيرا في العطاء إلى الدوري الكويتي من بوابة نادي النصر، وسرعان ما خطفه النادي العربي أملا في استعادة أمجاده واحراز لقب الدوري، وعلى مدار ما يقارب من 8 مواسم في النادي ارتبطت الجماهير في العربي لدرجة العشق بهذا اللاعب الذي سجل أهدافا بالجملة بالقميص الأخضر وأحز العديد من البطولات.

لكن الحب العرباوي الكبير للخطيب تحول إلى جفاء بل إلى كره كبير عندما ارتدى اللاعب قمص الغريم التقليدي للعربي فريق القادسية، ونال الخطيب من الإستهجان الكثير، لكنه ظل مبدعا مع القادسية وأحز العديد من البطولات، وبعد الابداع مع القادسية انتقل اللاعب الى الدوري العراقي في تجربة لم تدم طويلا ومن ثم عاد لمساعدة القادسية.

وانتقل الخطيب إلى الدوري الصيني وقضى ما يقارب من الموسمين على اروع ما يكون، جعل الجماهير الصينية تصاحب الفارس العربي بالهتافات المؤثرة حزنا على فراقه، بعد أن قرر اللاعب مغادرة الصين بعد صدام مع المدرب الذي لم يحترم شعائره في شهر رمضان من صيام وقيام.

ولأن الحب دائما ما يكون للحبيب الأول فضل الخطيب العودة إلى العربي في صفقة لم يتوقعها أكثر المتفائلين، لاسيما ان العلاقة وصلت لطريق مسدود على خلفية ارتداء الخطيب القميص الأصفر في وقت من الأوقات، لكن الخطيب أكد انه لاعب محترف يسعى إلى تحسين وضعه المعيشي، وهو ما تفهمته الجماهير العرباوية.

ليرد الخطيب التحية كعادته بأحسن منها ويفرحهم في المدرجات الليلة وكل ليلة، وأعاد كعادته اليوم العربي إلى تعادل بطعم الفوز أمام القادسية، كما أعاد الثقة في اللاعبين وفي المدرب فليبي الذي كان على ابواب الرحيل من العربي في حال الهزيمة في الديربي.

سيظل الخطيب علامة فارقة في الكرة الكويتية كمن سبقه من المحترفين الكبار أمثال حسن شحاته، وطه بصري، وتوفيق بلاغة وغيرهم من الأسماء الرنانة التي لا يمكن الحديث عن شريط المحترفين في الكويت من دون ذكرهم.