الرئيسية / كتاب وآراء / الرياضة في الكويت لا تعتبر من ضمن الأولويات الحكومية.. كما يرى عبدالمحسن المشاري

الرياضة في الكويت لا تعتبر من ضمن الأولويات الحكومية.. كما يرى عبدالمحسن المشاري

يا سادة يا كرام  –  الرياضة وقول للزمان ارجع يا زمان

عبدالمحسن محمد المشاري

لست ضليعا في الشؤون الرياضية ولكن كنت العب ايام زمان كرة القدم في أحد الأندية تحت 17 و20 سنة، وأعتبر نفسي متابعا جيدا لكل ما يدور من حولنا في البلاد، فهناك أمور تحتاج إلى أن يكون لنا رأي فيها وقراءة موضوعية نحاول من خلالها تسليط الضوء على المشكلة بشكل عام وطرح الحلول التي قد تكون سببا في احتواء الأزمة الرياضية التي أصبحت تشبه المسلسلات التركية والمكسيكية من حيث سردها على مدى مئات الحلقات لتصبح مملة، فكلنا نعرف بداياتها ونجهل نهاياتها وهذا تماما ما يحدث في مشكلة الرياضة والتي بدأت مع إقرار القوانين الرياضية التي شابت بعضها شوائب شخصانية أدخلتنا في صراعات نحن في غنى عنها.

الرياضة في الكويت لا تعتبر من ضمن الأولويات الحكومية بدليل أننا لانزال مصنفين من ضمن الدول الهواة ونفتقد وجود المنشآت الرياضية المتكاملة أسوة ببقية الأشقاء في الدول الخليجية والعربية، كذلك لايزال اللاعب الكويتي يعامل على اعتبار أنه لاعب هاوٍ ولم يتم تشريع القوانين اللازمة التي تحفظ له حقه في ممارسة الرياضة وتحميه من خطر الإصابة أو حتى توضح له مستقبله بعد اعتزاله سواء كان الاعتزال اجباريا بداعي الإصابة أو اختياريا بعد أن بلغ سن لا يستطيع أن يقدم فيها جديدا للنادي أو المنتخب.

كنا ومازلنا نتغنى بماضينا الجميل ونحاول أن نقنع أنفسنا بأن لدينا إنجازات حقيقية وبطولات كبرى محاولين أن نهول من الموضوع بصورة مثيرة للغرابة، وهنا أخص بالذكر لعبة كرة القدم باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، حيث إن معظم البطولات التي حصدناها ودية باستثناء بطولة كأس آسيا التي حققنا لقبها في العام 1980 عندما كانت كرة القدم لا تزال من ضمن الألعاب حديثة العهد في القارة الصفراء أما بقية الإنجازات فهي بطولات غير معترف بها دوليا ومنها بطولة العرب والخليج وغرب آسيا وغيرها من البطولات التي يتم تنظيمها بين الحين والآخر كنوع من أنواع الترفيه وتوطيد العلاقات ولا أخفيكم سرا أن بعض تلك البطولات يكون ظاهرها الفائدة العامة وباطنها تخدم مصالح لبعض الشخصيات.

وبما أننا نعيش في دولة لا تمتلك قوانين تنظم العمل الرياضي ولا تعتبر الرياضة من ضمن أولوياتها، فإن من الواجب علينا أن نطالب السلطة التنفيذية والتشريعية بأن يحددوا وجهة نظرهم حيال هذا الملف المتعب وأن يصارحوا الشارع الرياضي بكل صراحة ووضوح ما داموا لا يريدون للرياضة أن تتطور ألا يشغلونا بما لا يفيدنا وأن يهتموا بأمور أخرى تهم المواطن الكويتي طالما أن الرياضة «ماتوكل عيش» في بلد «غرق بشبر ماي» بسبب أمطار الخير.

يا سادة يا كرام علينا أن نكون منطقيين وألا نكون ملكيين أكثر من الملك، فما دامت الرياضة لا يزال ينظر لها المسؤولون باعتبارها «طمباخية» وأن القوانين التي يتم تشريعها لا تخدم الصالح العام ولا تضمن التطوير، فإن من الواجب علينا أن نقول أغلقوا هذا الملف ولا تشغلونا بضجيج الأزمات المفتعلة واتخذوا قرارا واضحا وصريحا بترك الرياضة تتنفس بدل من أن تخنقوها فهي المتنفس الوحيد للشباب الكويتي المحارب والذي لا يجد مكانا ينفس فيه عما يجول في داخله، وكل ذلك فقط لأن هناك أشخاصا غير مرغوب فيهم ولا تريدون لهم أن يتبوأوا المناصب الرياضية، فإما أن تقيلوهم أو تتركوهم.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*