قضية ورأي – الاتهام.. ودليل الإثبات
د. عادل إبراهيم الإبراهيم
لا يختلف اثنان على أن الأمن مسؤولية الجميع وعلى أن السعي إلى تحقيقه لكي ينعم الجميع بالأمن والأمان والاستقرار مسؤولية لا تقتصر على وزارة الداخلية. ومن هذه المسؤولية «الكلمة» المتمثلة في إبداء الرأي والنقد والتي تزداد عندما يكون الشخص مسؤولا، حيث لا يجب عليه اثارة مواضيع ما لم تسنده ادلة ووقائع نظرا لاسقاطاتها السلبية واثارة المشاعر العامة تجاه الأجهزة الأمنية.
ولكن للأسف خلال جلسة مجلس الأمة الأخيرة تناول احد الأعضاء الجهاز الأمني بالنقد واتهمه باستخدام اساليب مخالفة دون تقديم المستندات، فإذا كانت هذه النقاشات وما فيها من اساءة للجهاز الأمني فماذا عسانا نقول لمن يستمع لها وخاصة انها صادرة من أحد ممثلي الأمة؟ وحسنا فعل وزير الداخلية في توضيح الموقف بصورة لا تقبل الشك. نعم لا احد يقبل بتجاوز رجال الأمن لسلطاتهم والشواهد على ذلك كثيرة، خاصة ان العضو لديه من الوسائل والأدوات الدستورية ما يستطيع من خلالها استيضاح الأمور والتحقق منها، كما ان ابواب المسؤولين مفتوحة لتلقي الشكوى عن أي تجاوز وباب التقاضي موجود وفي الوقت ذاته فإن التشهير بالجهاز الأمني دون ادلة ايضا امر غير مقبول فعلينا جميعا ان نقف صفا واحدا ككويتيين بمختلف فئاتنا وطوائفنا وراء القيادة الأمنية للحفاظ على أمن المجتمع وأن نكون سدا منيعا أمام من يحاول النيل من استقرار المجتمع بالقول او الفعل وان يترك الأمر للقضاء لقول كلمة الفصل.
رد الوفاء
جميل جدا ان تستمع إلى وزير وهو يوجه كلمات الثناء ليس للعاملين معه الآن فقط بل لمن تقاعد، ذلك هو الايثار صفة الواثق بنفسه المقتدر على أداء أعماله دون نكران عمل من سبقه بل الإشارة والإشادة بما قدموه من عمل وجهد. هذا هو محمد الخالد وزير الداخلية في مداخلته في جلسة مجلس الأمة (بيت الامة) الذي أعطى المتقاعدين حقهم بالثناء عليهم في بناء الصرح الأمني في الفترات السابقة، وكذلك الوزراء السابقون ممن سبقوه. نعم هذا هو الوفاء بعينه، بتلك الكلمات المعبرة والتي يجب الوقوف عندها ولنا الحق في ذلك لأن الشيخ محمد الخالد الوزير الوحيد الذي لم يتوان في تقديم الدعم لأبنائه واخوانه المتقاعدين وفي أي مناسبة تجد ذكر المتقاعدين في سياق كلماته ليس اصطناعا بل تجدها خارجة من القلب وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على الأصالة في التعامل.
تلك الكلمات التي نعتبرها نحن المتقاعدين وساما على صدورنا ويشعرنا بالفخر والاعتزاز بالارتباط بالمؤسسة الأمنية على الرغم من تقاعدنا وعلى ما نلقاه من رعاية ومتابعة منه، ونحن ايضا لا يمكن الا ان نرد ذلك الوفاء بالالتزام بالعهد والقسم بان نكون اوفياء للمؤسسة الأمنية بكل توجيهاتها وان نقدم كل ما نستطيع للحفاظ على أمن الوطن وان نكون العين الساهرة للارتقاء بمجتمعنا.