في عام 1839، قام الجيش البريطاني باحتلال دولة بلوشيستان، والتي تقع بين بلاد فرس، خراسان، بشتونستان، البنجاب والسند، وفي هذا الوقت لم يكن فيه إيران ولا باكستان، وفي عام 1871، قسمها الاحتلال إلى جزئين، بلوشيستان الشرقية والغربية، فيما يعرف بخط جولد سميث، وبعد الحرب العالمية الثانية تم إعلان الجزء الشرقي دولة مستقلة ذات سيادة عام 1947، بحسب وكالة أنباء بوشيستان.
قبل هذا بحوالي 50 عاما، تحديدا 1887، وعلى قمة أعلى جبل من جبال بلوشيستان، نشأت حركة مقاومة ضد الاستعمار الإنجليزي، كانت تقوم بعمليات نوعية تستهدف جنود الاحتلال، من خلال قذفهم من أعلى الجيل بقنابل وذخيرة، حتى أنها تسببت في مقتل حوالي 83 جنديا قنصًا، لدرجة صورت لقوات الاحتلال البريطاني أن هناك جيشا كاملا يعيش فوق قمة الجبل تلك، بحسب ما جاء في موقع « my historical planet».
قام الجيش البريطاني بفرض حصار شامل حول الجبل، في محاولة للسيطرة عليه، بدعم كامل من جيشها، وبأسلحة أكثر تطورا من الأسلحة التي يستخدمها أفراد المقاومة، مع ذلك لم يتمكنوا من اقتحامه أبدا، حتى أن الحال صار هكذا أكثر من 4 سنوات متتالية، دون معرفة عدد أفراد هذه المقاومة، أو حتى امكانيات تسليحهم.
دفعت قوة المقاومة، وطريقة تعاملها مع الاستعمار البريطاني من فوق قمة الجبل، لدرجة أنهم تسببت في وقوع ضحايا وقتلى من الاحتلال، إلى لجوء الإنجليز بعض الأوقات إلى التفاوض السلمي، فأزالت الضرائب التي كانت مفروضة على القرى التي توجد حول الجبل، بل وطلبت السلم منهم.
لم تستسلم المقاومة من فوق الجبل إلا عندما تمكنت القوات الإنجليزية بفرض حصار كامل على الجبل، حتى لا يصل إليهم أي غذاء، أو ذخيرة وتسليح، فاستغلت بريطانيا نفاذ كل الذخيرة عند أفراد المقاومة، واقتحمت الجبل، لتفاجيء بما لم تكن تتوقعه أبدا، لم تجد جيشًا من المجاهدين السُّنة كما كانت تعتقد، بل كل الأمر ثلاثة أبطال يحاربون جيشا بالآلاف من أعلى قمة الجبل، مستغلين الارتفاع، وقدرتهم على القنص.
كشفت الاحتلال الإنجليزي بعد ذلك عن اسماء الثلاثة، وهم كالا خان وجالامب خان ورحيم علي، وتم إصدار حكم ضدهم بالإعدام، نُفذ عام 1891م، بعد أن التقطت لهم صورا وهم مكبلي الأيدي والأرجل، قبل تنفيذ الحكم بأيام.