نعيش في مدن مختلفة حول العالم تناهز أعمار بعضها آلاف السنين، ينعم بعضها بالتطور والتكنولوجيا، بينما البعض الآخر لا يزال بعيدًا عن مظاهر الحضارة، بعض المدن تحاول الآن جاهدةً الإبتعاد عن التخلف واللحاق بركب التطور، فيما فكرت بعض المدن الأخرى ان تكون صديقة للبيئة، وبعيدة كل البعد عن كل ما هو ضار،نظيفة وراقية، توصف بالخيالية يحلم كل إنسان بأن تكون هي موطنه.
وقد صنفت المدن التالية على أنها الأكثر تطورًا في العالم، بعضها موجود وبعضها لايزال تحت الإنشاء.
سونغدو – كوريا الجنوبية:
تعد أفضل وأقوى نموذج يتم تقديمه للمدن الذكية حول العالم، تقع جنوب العاصمة سيؤل، وعلى مسافة 64 كلم تقريبًا، وهي مدينة متكاملة تمتد على مساحة 1500 فدان، أي ما يقارب ستة ملايين ونصف مليون متر مربع، بدأ تنفيذها في عام 2005، لتكتمل في عام 2017،.وتعتمد هذه المدينة على الطاقة البديلة وأجهزة الإستشعار، وأجهزة الكمبيوتر التي وضعت على طول الطرق والمباني لتقييم وضبط استهلاك الطاقة، وقد وصفها المختصين بأنها مدينة داخل علبة، فيها أجهزة إستشعار وتحكم في كل مكان، حتى أنّ السلالم الكهربائية لا تعمل إلا إذا جاء شخص لإستعمالها، كما أنّ جميع المنازل لها حضور مرئي من بعيد مشيدةً ومرافقها داخلها، ويمكن لساكنيها التحكم بكل التفاصيل فيها بواسطة أزرار فقط.
مدينة مصدر- الإماراتية:
مدينة مصدر الإماراتية، والتي تقع في صحراء أبو ظبي صممت لتكون واحدةً من أهم مدن العالم الذكية والصديقة للبيئة والمستدامة، بها محطة للطاقة الشمسية تقبع في منتصف المدينة، والتيار الكهربائي يتم توليده بواسطة مزارع الرياح، مما يجعلها خالية من أي تلوث بيئي، كل شيء في المدينة حتى النفايات محسوبة ومراقبة، لتكون جزءً من منظومة معلوماتية متكاملة في المدينة، تم فوق سطح الأرض، ليتمكن السمكريون الرقميون من مراقبتها وإصلاح أي عطل في منظومتها هي مدينة صديقة للمشاة أيضًا، ويمنع قيادة السيارات فيها، فهي تعتمد على نظام نقل كهربائي لعربات نقل تسير تحت الأرض، ويسمى النظام نظام بي آر تي.
بلانيت – البرتغال:
من المدن الذكية أيضًا، والتي بدأ العمل فيها عام 2015، مدينة ذكية تسمى بلانيت وتقع على مقربة من مدينة بورتو البرتغالية، ومن المتوقع أن تستضيف هذه المدينة 250 ألف شخص، عند الانتهاء من تشييدها، حيث إنّ بها أكثر من 100 مليون جهاز إستشعار وظف لخدمة وحماية الساكنين من أي حوادث أو حرائق كما أنّ بها أنظمة تساعد السائقين بإخبارهم عن الأماكن المتاحة لركن مركباتهم، وتقوم كذلك بتعديل أنظمة إشارات المرور، ومدتها حسب الازدحام والحاجة.
مدينة فوجيساوا – اليابان:
مدينة فوجيساوا اليابانية، مدينة حديثة يشرف على إنشائها مصنع باناسونيك الياباني على أحد مواقع مصانعه القديمة، وعلى مسافة ساعة تقريبًا من العاصمة اليابانية طوكيو، وقد صممت باناسونيك المدينة على أساس الإعتماد الكلي على الطاقة الكهربائية، والحد من التلوث البيئي المنبعث من السيارات التي تعمل بالوقود العادي، لذا قامت بتشييد محطات تزود بالطاقة الكهربائية في كل أركان المدينة.
برشلونة – إسبانيا:
مدينة برشلونة قررت أن تكون واحدةً من أهم مدن العالم، فيما يتعلق بالمدن الذكية خاصةً بعد تصريح مسؤولين فيها بذلك، وبأنّ المدن الذكية ستصبح يومًا ما أهم من دولها، وقد وضعت خطة لذلك بالفعل برغم كل الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي تعانيها المدينة، فقد تم تحويل وترميم المباني الصناعية القائمة بحيث تصبح المحارق محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة، إضافة إلى تنفيذ برنامج تقاسم الدراجات وذلك بتوفير 6،000 دراجة للإستخدام في جميع أنحاء المدينة محاولة لتقليص وسائل النقل التي تعتمد على الوقود.
كوبنهاغن – الدنمارك:
يطلق على هذه المدينة اسم العاصمة الخضراء، فهي تعمل على الحد من التلوث البيئي والتشجيع على المباني المستدامة، وهي نموذج للتحديث المستمر للمبادرات المستقبلية، وقد تم تدشين المختبر الأخضر فيها وذلك لدراسة وتطوير وتصدير التكنولوجيا البيئية، لمختلف دول العالم التي ترغب في الإستفادة من خبرات كوبنهاجن.
فيينا – النمسا:
فيينا المدينة الخاليةً من الكربون في حلول العام 2020، فقد أصبح أكثر من 30% من طاقة المدينة الكهربائية تنتج من حرق القمامة، كما أنّ واحدةً من أكبر محارق القمامة في فيينا أصبحت من أهم الأماكن التي تجذب السياحة هناك.
– مانشستر – بريطانيا:
لاحظت بعض الجهات وجود نوع من عدم الوعي البيئي في مدينة تعتبر من المدن الصناعية، فقرروا تحويل مبنى مكون من خمسة طوابق بواسطة مبادرة مركز مانشستر للموارد البيئية، ليكون المبنى الأكثر كفاءةً في إستخدام الطاقة في مانشستر، وقد كان هذا المبنى بالفعل الشرارة للعديد من المشاريع التي تدعمها الحكومة والتي تشجع على المباني والمشاريع الذكية التي تبتعد عن التلوث بكل أنواعه.
– نيويورك – أمريكا
يظن البعض بأنّ نيويورك من أكثر مدن العالم تلوثًا، نظرا للإكتظاظ السكاني فيها، وكونها مركزًا للمال والأعمال، لهذا السبب فقد قرر القائمون عليها بناء مشروع هدسون وهو عبارة عن مدينة صغيرة بجانب مدينة منهاتن، لتكون هذه المدينة من أكبر المدن الذكية في العالم، المدينة التي تقام على مساحة 28 فدانًا، سيتم تتبع كل شيء فيها رقميًّا للمساعدة على الحد من التلوث