قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية انس الصالح ان الحكومة بصدد اصدار تشريعات من شأنها ترسيخ ما بدأته الكويت منذ 40 عاما في مجال التمويل الاسلامي وتحقيق مزيد من التقدم في هذا القطاع المهم.
واضاف الصالح خلال الجلسة النقاشية الاولى في مؤتمر التمويل الاسلامي الاربعاء وحملت عنوان (زيادة الشمول المالي.. النمو من خلال اتاحة التمويل) ان هناك تزايدا في طرح الصكوك موضحا ان الكويت تقوم بانشاء البيئة المناسبة والبنية الاساسية لتصبح البلد المضيف للمزيد من المؤسسات الاسلامية عبر توفير شكل افضل للقدرات التنظيمية.
واعتبر ان مؤتمر التمويل الاسلامي يساهم في نجاح مساعي الكويت للتحول الى هذا المركز وتساهم ايضا في تعزيز النمو المالي الاسلامي.
ومن جانبه قال رئيس البنك الاسلامي للتنمية الدكتور أحمد المدني ان هناك جهودا كبيرة للتغلب على العوائق التى تقف امام المؤسسات الاسلامية اضافة الى تعزيز البحث العلمي الذي ما زال بحاجة الى المزيد من الادوات للنهوض بالتمويل الاسلامي.
أما محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي السعودي) الدكتور فهد المبارك فقد اعتبر ان الادماج المالي مهم للغاية وهو اشراك الافراد والمؤسسات بالمؤسسات المصرفية وايصال خدمات التمويل الاسلامي لهم.
ورأى الدكتور المبارك ان البنوك السعودية تخضع لقيود العمل المصرفي والشريعة الاسلامية فيما تبلغ نسبة المقترضين وفقا لأحكام الشريعة نحو 90 في المئة من اجمالي المقترضين اذ ان هذه البنوك توفر الخدمات الاسلامية المتنوعة كالمرابحة والمشاركة.
واكد اهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة مشرا الى ان بلاده تمتلك 350 الف مؤسسة في هذا القطاع مشددا على اهمية الاستثمار في رأس المال البشري لاسيما ان الحكومة السعودية تضمن 80 في المئة من قروض المبادرين في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ومن ناحيته قال وزير المالية الباكستاني اسحاق دار ان 16 في المئة من البالغين في بلاده لديهم حسابات معتبرا ان تلك النسبة ‘جيدة’ لكن ما زال هناك 53 في المئة من الاجمالي لا يستخدمون الحسابات المصرفية.
واوضح الوزير الباكستاني ان حكومته تبذل جهودا ترمي للاستمرار في عملية تطوير وخلق منتجات اسلامية للاقتراض مثل السندات والصكوك مشيرا الى وجود صعوبات في مجال التكنولوجيا والنظم الالكترونية.
وبدوره قال محافظ البنك المركزي التركي اردم باسجي ان بلاده مثل دولة الكويت أطلقت التمويل الاسلامي من خلال انشاء مؤسسة اسلامية كبيت التمويل الكويتي حيث قامت بتأسيس مؤسسة مماثلة في عهد الرئيس تورجيت اوزال وذلك لاعتبارات دينية حيث كانت فئات معينة لا تتعامل مع البنوك لأسباب دينية.
واضاف باسجي ان جميع المواطنين الاتراك لديهم بطاقات مصرفية خمسة في المئة منها بطاقات مصرفية لبنوك اسلامية مشددا في الوقت ذاته على ضرورة دمج المبتكرين من اصحاب الابتكارات المالية من خلال البنوك الاسلامية.
يذكر ان الجلسة الاولى ركزت على زيادة الشمول المالي والنمو من خلال اتاحة فرص الحصول على التمويل والتنظيم والرقابة لدعم الاستقرار وتطوير الصكوك وغيرها من اشكال التمويل طويل الاجل لتحقيق التنمية المستدامة وذلك من خلال التركيز على الطاقات الكامنة التي تملكها الصيرفة الاسلامية وامكانية الاستفادة منها لتحفيز النمو في العديد من دول العالم.