لقد سجّل التاريخ بأحرف من ذهب، وكذلك نحن الكويتيين، ونقشنا في قلوبنا وسجلنا في ذاكرتنا الوقفة الحازمة لمصر الغالية مع الحق ومعنا أثناء محنة الغزو العراقي الغاشم لوطننا الحبيب عام 1990. فلقد أصدرت وزارة الخارجية المصرية في 3 أغسطس 1990 بيانا شديد اللهجة تطالب فيه النظام البائد في العراق الشقيق بسحب قواته فوراً من أراضي دولة الكويت من دون شرط أو قيد، وعدم تغيير نظام الحكم في دولة الكويت بالقوة، وترك الشؤون الداخلية للشعب ليقرر بإرادته الحرة والمستقلة مصلحة بلاده. ومنذ بدء الخلافات بين دولة الكويت والجمهورية العراقية نادى شخصياً الرئيس الاسبق لجمهورية مصر الشقيقة حسني مبارك ثلاثة نداءات متتالية للرئيس العراقي (في الفترة من 20 يوليو إلى 10 أغسطس 1990، لحقن الدماء ولحل الخلافات بطريقة ودية، مطالباً النظام العراقي البائد حينها بالانسحاب الفوري من دولة الكويت، بالإضافة الى طباعة صحيفة الأنباء الكويتية في القاهرة، واستضافة بعض العائلات المصرية لعائلات كويتية في بيوتها في فترة الغزو العراقي الغاشم، ثم تبعت ذلك مشاركة القوات المصرية ضمن قوات التحالف لتحرير الكويت عام 1991، لتختلط دماؤهم مع إخوانهم الكويتيين بتراب أرضنا الحبيبة، ولتضيف بعداً جديداً في العلاقات الدائمة القوية بين الشعبين الشقيقين. ويشهد التاريخ لمصر موقفاً مشابهاً اتخذه الزعيم جمال عبدالناصر ضد الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم في محاولته ضم الكويت إلى بلاده عام 1961، وقد شاركت مصر حينها بقوات من ابنائها للدفاع عن دولة الكويت. ولقد شاركت مصر العزيزة في بناء صرح التعليم بدولة الكويت، حيث أرسلت اليها مجموعة من المعلمين كانت حكومة مصر تدفع لهم رواتبهم باعتبارها مهمة قومية، وذلك قبل ظهور النفط. إن عنوان هذه المقالة مستمَد من نشيد مصري قديم مشهور في مصر وفي خارجها، ونحن الكويتيين نعرفه وحفظناه، وذلك بسبب المحبة التي نحملها تجاه هذا البلد العزيز، هذا النشيد كتبه الشاعر أحمد رامي، وتغنّت به كوكب الشرق أم كلثوم، ومنه: «مصر التي في خاطري وفي دمي، أُحبها من كل روحي ودمي».
إن ما حدث مؤخراً جراء جريمة القتل، المعروضة أمام القضاء الكويتي الناجز والعادل، ما هو إلا نقطة حبر في محيط الروابط التاريخية الوثيقة وعلاقات المحبة الوطيدة التي تربطنا مع شعب مصر، التي لن يستطيع أي متطرف أو مغرض أن ينال منها. ويجب أن ننتبه ونقف بالمرصاد لمن يقف خلف ما يدور حاليا في وسائل التواصل الاجتماعي من حوار شديد اللهجة بين قلة قليلة من الكويتيين وأخرى من المصريين ابتغاء تأجيج الفتنة بين الشعبين، وهيهات.. هيهات لهم! فانتبهوا أيها السادة!