على الرغم من تأكيد وزارة الصحة الكويتية خلو البلاد من فيروس (ايبولا) فانها لم تتهاون في اتخاذ الاجراءات الاحترازية لمنع دخول الفيروس الى البلاد ووضع خطط للتصدي له ومنع انتشاره حال دخوله.
ولم تكتف الكويت باتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة بل ساهمت مع المجتمع الدولي في السعي الى القضاء عليه والحد من انتشاره وتمثل ذلك بتبرع الكويت بخمسة ملايين دولار بأوامر من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للمنظمات الدولية المعنية بذلك.
وتقوم وزارة الصحة ضمن اجراءاتها الاحترازية بفحص القادمين بشكل مباشر أو غير مباشر من الدول الموبوءة في المنافذ الجوية والبحرية وفي حال وجود من يشتبه فيهم يتم تحويلهم الى اقرب مستشفى حكومي للمطار بهدف العزل والتقييم والعلاج.
وتطبق الوزارة ايضا الية المراقبة الصحية للقادمين من تلك الدول من خلال توزيع بطاقات المراقبة عبر المنافذ ويتم تعبئتها من قبل الشخص وترسل الى اقرب مركز صحي لسكنه لتتم متابعته ووضعه تحت المراقبة الصحية مدة 21 يوما.
واتخذت وزارة الداخلية اجراءات احترازية ايضا تمثلت في وقف منح سمات الدخول ال(فيزا) للعمالة القادمة من الدول الموبوءة بفيروس ايبولا على ان يتم تحديث قائمة الدول الموبوءة وفق المستجدات الخاصة بالفيروس على الصعيد الدولي.
واوصت الجهات الحكومية المعنية المواطنين والمقيمين بتجنب او تأجيل السفر الى الدول الافريقية الموبوءة بشكل خاص وعدم ارسال العمالة والخدم الى تلك الدول حتى تتم السيطرة على الفيروس الا في حال رغبتهم في مغادرة البلاد نهائيا.
وجهزت وزارة الصحة غرفا خاصة لعزل الحالات المؤكدة للمرض في مركز التأهيل الرئوي بمنطقة الصباح التخصصية الذي تتوفر فيه غرف بمواصفات العزل المطلوبة مع توفر خدمات الرعاية الطبية المركزة تحت اشراف أطباء متخصصين.
واستعدت ادارة المستودعات الطبية التابعة للوزارة لذلك عبر توفير الاحتياجات الاضافية لاجراءات منع العدوى والتشخيص المخبري في المختبرات المحددة لتشخيص المرض من الكواشف المخبرية ومستلزمات منع العدوى بالتنسيق مع عدد من الجهات المعنية.
وتحرص وزارة الصحة على التوعية الصحية بذلك الفيروس عبر نشر رسائل صحية على موقعها الالكتروني و صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) واصدار مطبوعات للتعريف به وطرق الوقاية واجراءات المكافحة اضافة الى تشكيل فريق للتدخل السريع للتعامل مع الحالات المشتبه فيها.ودعت الوزارة خبراء من منظمة الصحة العالمية لتقييم الاجراءات المتخذة في الكويت وواصلت التنسيق مع المنظمة للوقوف على آخر المستجدات بخصوص التوصيات العالمية ووضع المرض عالميا.
وعن أعراض المرض الناتج عن فيروس ايبولا قالت رئيسة لجنة الاعلام والتوعية الصحية للأمراض المعدية في وزارة الصحة الدكتورة غالية المطيري ان أعراض الاصابة بفيروس ايبولا تشبه أعراض الاصابة بمرض الانفلونزا الا ان ايبولا غالبا ما يكون قاتلا ويصنف من الامراض الفيروسية الحادة.
وذكرت ان ايبولا يؤدي لاصابة الفرد بالحمى والوهن الشديد والام في العضلات وصداع والتهاب في الحلق ثم حدوث تقيؤ واسهال وظهور طفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد وفي بعض الحالات الاصابة بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء مضيفة ان النتائج المختبرية تظهر حينها انخفاضا في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعا في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات.
وافادت المطيري بانه حتى الان لا يوجد علاج او لقاح محدد لحمى ايبولا ويجرى حاليا اختبار للعديد من اللقاحات لكن قد يستغرق الامر عدة سنوات.
وعن الوقاية من المرض اوصى رئيس وجدة الأوبئة في ادارة الصحة العامة التابعة لوزارة الصحة الدكتور مصعب الصالح بتجنب السفر للدول الموبوءة ومخالطة المصابين او التعامل بشكل مباشر مع بعض الحيوانات الناقلة للمرض ولبس القفازات في حال لزوم الامر اضافة الى طهي منتجات اللحوم جيدا قبل اكلها مع الحرص على النظافة الشخصية وغسل الايدي بشكل مستمر.
يذكر ان الفيروس ظهر للمرة الاولى في عام 1976 في قريبة بجمهورية الكونغو مطلة على نهر اسمه ايبولا ومنه كانت تسمية المرض ويتفشى المرض حاليا في ليبيريا وسيراليون وغينيا وبدرجة محدودة في نيجيريا.وبلغت الحالات المؤكدة والمحتملة والمشتبه فيها اضافة الى الوفيات في غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون 2240 حالة من بينها 1229 حالة وفاة بحسب احصائية صادرة عن منظمة الصحة العالمية في 16 اغسطس الجاري.
وتزداد اعداد الحالات يوما بعد يوم حيث تم الابلاغ في الفترة من 14 حتى 16 اغسطس الجاري عن نحو 113 حالة جديدة مؤكدة ومشتبه فيها فضلا عن 84 حالة وفاة.
وتذكر الدراسات العلمية ان حمى الايبولا تنتقل من انسان مصاب الى اخر سليم بسبب ملامسته لدم فرد مصاب به او افرازاته او اعضائه او سوائل جسمه الاخرى وفي حال وفاة المصاب ربما ينتقل المرض في حال ملامسة جثته.