الرئيسية / كتاب وآراء / عبدالعزيز الفضلي في رسالتي يكتب: هكذا تكون النجومية الحقيقية

عبدالعزيز الفضلي في رسالتي يكتب: هكذا تكون النجومية الحقيقية

كثيراً من الناس يسعى كي يكون نجماً، سواء في المجال السياسي أو الرياضي أو الفني أو الإعلامي..، وبعض هذه النجومية إن وصل لها صاحبها عن طريق الوقوع ببعض المحاذير الشرعية، فإنها ستعود عليه بالخسران، كما أن بعض هذه النجومية، لها زمن افتراضي ثم ينتهي، وتأمل حال بعض النساء ممن دخلن عالم السينما وكانت نجمة شباك التذاكر – كما يقال – فلما كبرت في السن وذهب الجمال، انطفأت تلك النجومية ولم يعد لذكرها لسان، ولجأت بعضهن إلى الانتحار، وتأمل حال بعض نجوم السياسة ورموزها، بعد أن تنازل عن مبادئه وباع ضميره، فأصبح لا قيمة له عند الناس.

لكن تأملوا معي نوعاً آخر من النجومية يمكننا أن نقتبسه من صفات النجم الحقيقي في السماء، والتي جاءت بعض أوصافه وأدواره في كتاب الله، فالنجم زينة «ولقد زيّنّا السماء الدنيا بمصابيح»، والنجم محارب للمخربين المفسدين «وجعلناها رجوما للشياطين»، والنجم دليل للتائهين «وعلامات وبالنجم هم يهتدون».

فالمرء يستطيع أن يكون زينة بين الناس، وكأنه شامة في الخد، عندما يتميز بأخلاقه الرفيعة وصفاته الحميدة، من تواضع وتسامح وصدق وإنصاف وسلامة صدر، وشهامة ومروءة، لذلك تراه متميزاً في عائلته، وبين أقرانه، وعند زملائه، وبين جيرانه، فهو مُرحّبٌ به إن حلّ أو ارتحل، تفرح القلوب لِلُقْياه، وتحزن عند فراقه.

وهو نجم يدل التائهين الضائعين إلى طريق النجاة، ولا يوجد طريق يوصل إلى النهاية السعيدة سوى السير على الصراط المستقيم، الذي رسمه الله تعالى لعباده، ودعا لهذا الطريق رسله وأنبياؤه «وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبِعوه ولا تتّبِعوا السُبُلَ فتفرّق بكم عن سبيله».

لذلك كانت الدعوة إلى هذا الطريق من أَجَلِّ الأعمال وأفضلها «ومن أحسن قَوْلاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين».

وداعي الخير والهادي له أجره عند الله عظيم «فمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً».

والصفة الثالثة للنجم محاربته للمفسدين والمخربين، من شياطين الإنس والجن، ولذلك تراه يفضح أهل الفساد ويكشف مخططاتهم، ويحاربهم بالقلم واللسان، وبما هو متاح بين يديه وفق الضوابط الشرعية «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

ولا ينبغي له أن يسكت عن مفسد خاصة إذا جاهر بفساده، أو أعلن تفاخره بمنكره، فإنما ينزل العقاب على البلاد والعباد إذا ظهرت فيها الفواحش والمنكرات، ولم تجد من يُحاربها أو ينكرها «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمّرناها تدميراً» ويقول تعالى «وما كان ربك ليُهلك القرى بظلم وأهلها مُصلحون».

من هنا ليبحث الإنسان عن النجومية الحقيقية لا المزيفة، وليُخْلص العمل لله تعالى، فإن أعطاه الله محبة الناس وثناءهم، فليشكر الله وليتواضع، ويسأله الثبات حتى الممات.

تواضع تكُنْ كالنجم لاح لناظر

على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تكن كالدُّخان يعلو بنفسه

إلى طبقات الجو وهو وضيع

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*