سجل جبل جليدي ضخم في شمال شرق غرينلاند وتيرة ذوبان متسارعة في السنوات الاخيرة بسبب الاحترار المناخي تقلق العلماء من امكانية التأثير على غطاء جليدي مجاور، علما ان ذوبان هذا الجبل بالكامل قد يؤدي الى رفع منسوب البحار نصف متر.
وكان هذا الجبل الجليدي مستقرا حتى السنوات الاولى من القرن الحالي، لكنه منذ ذلك الحين صار يفقد خمسة مليارات طن من الجليد سنويا، ثم تضاعفت وتيرة انحسار الجزء العائم منه ثلاث مرات اعتبارا من العام 2012.
وبين العام 2002 و2014، فقد الجزء العائم للجبل الجليدي 95 % من مساحته.
ومن شأن هذا الانحسار السريع ان يؤثر على جبل جليدي آخر يقع الى الشمال من هذا الجبل.
ويقول جيريمي موجينو الباحث في قسم الجيوفيزياء في جامعة كاليفرونيا والمشرف على دراسة نشرت في مجلة ساينس العلمية الاميركية “انها المرة الاولى التي نشهد فيها جبلا جليديا ضخما في شمال غرينلاند البارد حيث لم نكن نسجل اثار للاحترار المناخي، يفقد كتلته بهذه الوتيرة المتسارعة”.
ويضيف في حديث لوكالة فرانس برس “الجبل الجليدي يتفتت وتنفصل عنه جبال جليدية يؤدي ذوبانها الى رفع منسوب البحار في العقود المقبلة”.
وبحسب الباحث فان الجبل فقد اربعين مليار طن من الجليد منذ العام 2003، بوتيرة خمسة ملايين طن سنويا، وهذه الوتيرة قد تتضاعف.
هذه الكمية من الجليد الذائب تؤدي الى ارتفاع في منسوب البحار 0,1 ميلليمتر، لكن “في حال ذاب الجبلان اللذان تتناولهما الدراسة، فان ذلك يشكل 12 % من مساحة جليد غرينلاند، معنى ذلك ان البحار قد ترتفع مترا واحدا، مع احتمال ان يستغرق ذلك قرونا عدة”.
واظهرت دراسات استندت الى اعمال مراقبة جوية نفذتها وكالة الفضاء الاميركية ناسا وغيرها من وكالات الفضاء، ان قاعدة الجبل الجليدي تذوب بسرعة بسبب الاحتكاك مع المياه الدافئة في المحيط، علما ان حرارة مياه المحيط ارتفعت اكثر من درجة مئوية بين العامين 1997 و2010.
ويقول جيريمي موجينو “لقد ساهم ارتفاع حرارة مياه المحيط بشكل كبير في ذوبان الغطاء الجليدي”.
ويضيف “لكننا نحتاج الى المزيد من اعمال المراقبة والقياس في هذه المناطق الحساسة من غرينلاند”.
وبحسب اريك رينيو استاذ الجيوفيزياء في جامعة كاليفورنيا واحد المشرفين على الدراسة “يذوب اعلى الجبل الجليدي تحت تأثير ارتفاع متواصل في حرارة الجو منذ عقود، اما اسفله فيذوب بسبب التيارات البحرية الدافئة”.
وتظهر هذه الدراسة الجديدة ان التغير المناخي يذيب الجبال الجليدية بوتيرة متصاعدة في منطقة القطب الشمالي الاشد بردا.
واذا استمرت حرارة الارض بالارتفاع، يمكن ان يبدأ الجليد في مناطق اكثر بردا على كوكب الارض، مثل بعض مناطق القطب الجنوبي بالذوبان.
وقد يكون هذا الاحتمال اكثر اثارة للقلق، لان القطب الجنوبي يحتوي على كميات اكبر من الجليد التي يمكن ان ترفع مياه البحار امتارا عدة في حال ذوبانها خلال القرون المقبلة.
واشارت دراسة اخرى نشرت الاسبوع الماضي في الولايات المتحدة الى ان الجبال الجليدية الكبرى في القطب الجنوبي ستذوب اذا ما تأثرت جبال حوض اموندسن الاصغر حجما بالاحترار المناخي.
وجاء في تلك الدراسة ان ذلك سيكون الحلقة الاولى من انهيار النظام المناخي في القطب الجنوبي بشكل غير قابل للتصحيح.