الرئيسية / كتاب وآراء / نحن من سنصنع من أنفسنا وقوداً للحروب – بقلم خالد الردعان

نحن من سنصنع من أنفسنا وقوداً للحروب – بقلم خالد الردعان

فطرياً دائما نتحيز لفكر او موضوع معين , وغالباً ما تظهر نتائج التحيز بعد فترة من الزمن أن لم يكن في بعض الأحيان بعد فوات الأوان , وعلى الرغم من انني متحيز في امور عديدة إلا انني غالبا ما اشك بتحيزي , وأحيانا أشك بعدم الاطمئنان منه , نظرا لتجارب الحياة وصفعات الزمن التي عانيت منها , كما عانى منها الكثيرين غيري .

ومن يرى الناس ويراقب تحيزهم وتصرفاتهم وينتبه للفروق التي خلقت في الانسان ، فيرى العجب العجاب من تصرفاتهم وتبريراتهم ، كمثال على ذلك في وقتنا الحاضر من يقرأ قصة حرب البسوس التاريخية , ويقرأ أن قبيلة وحلفائها يتحيزون ضد قبيلة أخرى ويتحيز لها حلفاء أخرين ، يشعر أن بعض الناس كانت بلا عقول واعية بل ان مجرد اقل أختلاف او تعصب قد يقودها الى ملحمة بشرية وقتال شرس و انتقل هذا الفعل الى اجيالهم والتي قامت بالامر نفسه بكل سهولة ، نتيجة البيئة والفكر الذي انتقل بشكل فطري ، واعتقد واكاد اجزم ان كل من قرأ القصة سخر منها .

كذلك حروب المسيحيين بين بعضهم البعض في القرون الوسطى بين البروستانت والكاثوليك , اصبحت اليوم اضحوكة لديهم فكيف كانوا يتحاربون لمده ثلاثون عام من أجل صراع بالنسبة لهم كان مجرد اطار واختلاف فكري لامور معينة لديانتهم ، ومن يقرأ تاريخهم اكاد اجزم بانه قد اتهمهم بالغباء والجهل وسخر منهم أيضا .

وها هم اليوم يتعايشون بسلام , وكل من لديه مذهب احتفظ به ، بل ازدادات لدى البعض شدتهم ونسي البعض الاخر مذهبه وديانته ، وانتهى عصر الاضطهاد المذهبي بتاتاً .
التحيزات و العنصرية أتت ألينا بقوة ومن غير حول أو قوة لنا بها فمن يقوم بها منتفعين ونحن اليوم مجرد أدوات ومتفرجين لصراعات انظمة يقودها اشخاص يتحكمون بدول ، ويتحدثون بأسماء شعوبهم ، وهم لا يكترثون للشعوب ولا للدول التي يتحكمون بها ، ولا يكترثون سوى للانظمة المعادية التي تتحكم بهم ، وتساومهم على اطالة جلوسهم في كرسي الحكم أو بالأصح العرش ، ويملؤهم الحقد والانانية والجشع الذي ملئ خزائنهم الفكرية والبنكية.
ليس من الغرابة ان يختلف الناس بين بعضهم البعض ، بل الاختلاف امر فطري وطبيعي ، إنما الغير طبيعي ان يتخاصمون لمجرد الاختلاف بين وجهتي نظر , والعقل الانساني متحيز بطبيعته ، إلا ان الانسان يجب ان ينتبه لما يتحيز له ، وان يشعر لايجابيات وسلبيات تحيزه ، وان يوسع بصيرته وتفكيره ، قبل ان يؤدي به او بغيره للهاوية.
من اراد التعايش بسلام ، عليه احترام فكر الاخر ، وإن لم يكن معجب أو غير مقتنع به .

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*