يوم حربي إرهابي دامٍ مرت به فرنسا يوم الجمعة الفائت، قتل وجرح في هذا اليوم نحو أربعمئة من الفرنسيين أو من المقيمين في فرنسا في الوقت الذي كانت فرنسا مستيقظة تترقب به أعمالا ارهابية، حيث شهدت المرافق العامة وخصوصا ملعب كرة القدم الذي كانت تقام فيه مباراة بين فرنسا وألمانيا، فقد كانت هناك حراسات أمنية مشددة وإجراءات وقائية في هذا المكان والذي كان يحضره الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند، وقد نقل معلق التلفزيون الإماراتي الرياضي، وركز على خبر الإجراءات المشددة قبل وقوع الأحداث، وكان ملفتا للنظر تلك الإجراءات الأمنية المشددة . وتكثر الأسئلة حول هذه النقطة المهمة ومن بينها : كيف استطاع الإرهاب اختراق الأطواق الأمنية المستيقظة والمتحفزة وقام بعملياته وخصوصا تلك التي كانت في الملاعب. ومن الذي ساعده؟
المتتبع للعلاقات الإيرانية ـ الفرنسية، ومنذ ايواء فرنسا للزعيم الإيراني الخميني وانطلاق انقلاب الخميني على شاه إيران من فرنسا، يدرك أن فرنسا وإيران تربطهما علاقات وثيقة، كما يدرك التغيرات المختلفة في هذه العلاقات، خصوصا الاختلافات الجوهرية حول المسألة السورية برمتها، وموضوع بقاء رئيس النظام السوري في الحكم أو خلعه ففرنسا ترغب برحيل رئيس النظام السوري، وقواتها تعمل في الإجواء السورية لإضعاف هذا النظام بينما تقف ايران بمليشياتها القتالية وخبرائها العسكريين في صف تأييد نظام الحكم السوري وتقاتل دونه وتستعين بالمنظمات الأرهابية التي صنعتها للذود عن حماه.
والملفت للنظر أن الشعب الفرنسي يقف مع حكومته ضد ايران وتوجهاتها وسياستها، الداخلية والخارجية، وقد استقبل الشعب الفرنسي القيادات الإيرانية السياسية في فرنسا قريبا بتعليق صور الإعدامات التي تمارسها السلطة الحاكمة في إيران ضد شعبها، وكانت هناك شاحنات تجوب شوارع فرنسا وعاصمتها باريس وقد علقت على جوانبها لوحات مصورة لحبال المشانق وصور بعض الإعدامات الإيرانية في تظاهرة رفض للترحيب بالقيادات الإيرانية التي تزور فرنسا.
فرنسا يعيش فيها مئات الألاف من الإيرانيين لطلب الرزق، أو من المعارضين لسياسة الحكم في إيران، وأكثر الجاليات الأجنبية خبرة في فرنسا وشعابها هم الإيرانيون المقيمون فيها. فهل كانت الأعمال الإرهابية التي نسبها تنظيم ما يسمى »داعش« لنفسه بمساعدة الاستخبارات الايرانية والاستخبارات السورية؟
من جانب مهم آخر : علماء الإسلام في المملكة العربية السعودية, وفي كل أنحاء العالم الإسلامي, استنكروا هذه الهمجية ورفضوا استباحة دماء البشر وأعلنوا رفضهم التام لهذه الجرائم وبراءة تعاليم الإسلام منها .وللحديث بقية إن شاء الله.
إلى اللقاء.