احتفلت كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت بمرور 40 عاما على تأسيس الكلية تحت رعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وبحضور وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتور علي العمير ممثلا عن سمو ولي العهد وذلك على مسرح المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح بمنطقة الخالدية.
وقال عميد كلية الهندسة والبترول الأستاذ الدكتور حسين الخياط في كلمة افتتاح الاحتفالية اليوم إن جامعة الكويت احتفلت في عهد الشيخ صباح السالم الصباح أمير الكويت آنذاك طيب الله ثراه بانضمام كلية الهندسة والبترول إلى كليات جامعة الكويت وكان ذلك في عام 1975.
وأضاف الدكتور الخياط أن الكلية افتتحت وقوامها ثلاثة أقسام علمية هي الهندسة الكهربائية والمدنية والميكانيكية يدرس فيها ما لا يزيد عن عشرة أعضاء هيئة تدريس ولم يتجاوز عدد الطلبة 100 طالب وطالبة. وأوضح أن الكلية أرست قواعدها وأثبتت نفسها محليا وعالميا ونمت حتى غدت اليوم تضم ستة أقسام علمية وتقدم ستة برامج هندسية في مرحلة البكالوريوس والماجستير إضافة لإحتضانها برنامجي هندسة الكمبيوتر والعمارة لحين انفصالهما في كليات مستقلة مبينا أن الكلية تتبع النظام الأمريكي في مناهجها.
وبين أن الكلية منذ نشأتها تميزت بارتباطها بأفضل جهة عالمية تقيم البرامج الهندسية حيث كانت أول كلية خارج الولايات المتحدة الأمريكية يتم اعتماد جميع برامجها مؤكدا حصولها الدائم على الاعتماد الأكاديمي لجميع البرامج ولأطول مدة تسمح بها هذه الجهة وأن آخر تقييم كان في 2014 حيث منحت الكلية اعتمادا لمدة ستة سنوات في جميع تخصصاتها.
وذكر أن الكلية أصبحت مرجعا للقطاع الحكومي والنفطي والخاص للاستشارات في العديد من القضايا الفنية والهندسية من خلال مشاركة أعضاء هيئة التدريس في اللجان الرئيسية وانتدابهم وتقديم الدراسات والاستشارات.
وأشار إلى أن الكلية تقوم بدورها في تطوير أداء العاملين بالمجال الهندسي من خلال البرامج التدريبية المتطورة عبر مكتب الاستشارات والتطوير المهني لافتا إلى أن طبيعة الكلية مهنية حيث ترتبط بعلاقات واتفاقيات مع عدد كبير من الجهات الخاصة سواء النفطية أو غيرها والمحلية والعالمية.
وأفاد بأن الكلية بصدد توقيع اتفاقيات مع جامعات مرموقة في مجال البحث العلمي والبرامج الأكاديمية موضحا أن الكلية تقدمت للجامعة بمقترحين لبرنامجي الدكتوراه في الهندسة المدنية والهندسة الكهربائية وهما تحت التقييم حاليا والمتوقع اقرارها خلال العام الأكاديمي الحالي.
وقال إن هناك مقترحا لبرنامج الهندسة البيئية تم اعتماده من مجلس الكلية وسيتم تقديمه قريبا للجامعة لاعتماده مضيفا أنه تم مؤخرا عمل تعديلات على البرامج الدراسية ليصبح عدد الوحدات اللازمة للتخرج 132 وحدة دراسية بدلا من 144 سابقا ما يتيح للطالب التخرج في خلال فترة الأربعة سنوات والنصف.
وأوضح أنه يدرس في الكلية حاليا ما لا يقل عن 5100 طالب وطالبة وتضم 191 عضو هيئة تدريس و120 هيئة أكاديمية مساندة و320 موظفا وموظفة ويدرس 55 مبتعثا في النخبة من أرقى الجامعات العالمية في مجالات التعليم الهندسي.
وأشار إلى أنه رغم الإمكانيات المحدودة سواء في السعة المكانية أو الميزانية المخصصة فإنها حافظت على المستوى الأكاديمي معربا عن الأمل بأن يوفر موقع الكلية في مدينة صباح السالم الجامعية ما تصبو إليه الكلية في التوسع في المختبرات التدريسية والبحثية والبرامج الأكاديمية.
وبين أن الكلية بعد 40 عاما على إنشائها جاءت مسيرتها حافلة بالإنجازات وأبرزها النخبة المميزة من خريجي وخريجات الكلية الذين فاقوا ال11 ألف مهندس ومهندسة ارتقى العديد منهم لمناصب في الجهات الحكومية والشركات النفطية والقطاع الخاص وساهموا في تنمية هذا الوطن.
من جانبه أعرب مدير جامعة الكويت الأستاذ الدكتور حسين الأنصاري عن اعتزازه بالدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة السياسية الحكيمة وعلى رأسها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
وتقدم الدكتور الأنصاري بالشكر والتقدير نيابة عن منتسبي الجامعة للرعاية الكريمة من سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله لحفل كلية الهندسة الذي يدل على حرص القيادة السياسية وإيمانها بالرسالة الأكاديمية التي تؤديها جامعة الكويت ودورها المجتمعي.
وقال إن احتفال اليوم بذكرى إنشاء هذا الصرح الأكاديمي العريق نستذكر من خلاله الدور الذي قامت به الكلية على مدار أربعة عقود وأثرها البالغ في إمداد المجتمع بالكفاءات المهنية التي ساهمت في بنائه وتنميته مضيفا أن الكلية أضحت منبرا مميزا وترجم ذلك حسن الريادة واحترافية العمل.
– وتوجه الدكتور الأنصاري بعدة رسائل أولها أن جامعة الكويت تشارك العالم في العمل على إيجاد الحلول للتحديات التي تواجهها الإنسانية في القرن الواحد والعشرين حيث يعتبر مؤتمر التحدي العالمي للريادة التقنية 2015 أحد الأنشطة التي تعبر عن ذلك.
أما الرسالة الثانية فقد أشار الأنصاري إلى أنها موجهة للمعنيين بالتنمية والعمل الريادي في الكويت مثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والصندوق الوطني لرعاية تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها من المؤسسات ذات الصلة متوجها لهم بالشكر على تعاونهم ومشاركتهم بالعمل الريادي في السنوات السابقة.
ولفت إلى أن الاستثمار في التعليم هو الأكثر فاعلية في مواكبة التحديات واختصار المسافات في سباق الريادة والتنمية بين الأمم مؤكدا أن جامعة الكويت تسعى للمزيد من التعاون معهم جميعا على تذليل كافة الصعاب في طريق المبادرات الخلاقة من أجل مستقبل مشرق وتنمية حقيقية للكويت.
وحول الرسالة الثالثة فهي إلى مؤسسات العمل حيث أكد الأنصاري أن رؤية دولة الكويت ترتكز على أن ‘القطاع الخاص هو الذي يقود قطار التنمية’ داعيا ديوان الخدمة المدنية وبرنامج إعادة الهيكلة والمعنيين بالتوظيف في القطاع الخاص والقطاع النفطي توفير بيئة حاضنة ومحفزة للخريجين.
أما الرسالة الرابعة كانت إلى الطلاب والمستقبل المشرق الذي ينتظرهم مشيرا إلى أن الكويت ومن خلال التحديات التي تواجهها في تحويل اقتصادها إلى اقتصاد أكثر تنوعا تمر بمخاض مليء بالفرص غير المسبوقة داعيا إياهم الاستعداد الجيد من خلال تنمية معارفهم ومهاراتهم وقدراتهم.
وحول الرسالة الخامسة والموجهة إلى أعضاء هيئة التدريس والهيئة الأكاديمية فقد أثنى على جهودهم في العقود السابقة مشيرا إلى أنه حان الوقت لاستثمار الوقت في استخدام تقنيات التعلم الحديثة وتنمية القدرات.
بدوره أعرب الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية المهندس محمد غازي المطيري عن فخره واعتزازه كونه أحد طلبة هذه الكلية وأحد خريجي قسم الهندسة الكيميائية في العام 1987 حيث ترعرع بهذه الكلية واستمد منها كل سبل العلم والمعرفة والتحصيل العلمي مما انعكس على شخصيته.
وقال المطيري أن ذلك هو انعكاس للتأهيل العلمي رفيع المستوى الذي تلقاه على أيدي أساتذة أكفاء قدموا صفوة عملهم وخبراتهم ما ساعد برقي الشركة وما يحقق الخطط الاستراتيجية ويلبي الطموحات الوطنية ويضعها في مصاف كبرى كيانات التكرير العالمية.
وأضاف أن كلية الهندسة والبترول أمدت جميع الشركات تحت مظلة القطاع النفطي بالكفاءات الوطنية المميزة من كافة الاختصاصات التي كان لها الفضل في وصول هذا القطاع إلى ما وصل إليه من تقدم وازدهار على مستوى المنطقة والعالم.
من جهته ذكر رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر التحدي العالمي للريادة التقنية في الكويت ورئيس اللجنة المنظمة للاحتفالية الدكتور طارق الدويسان أن تحدي الكويت في الريادة التقنية نشاط عالمي غير مسبوق يشارك فيه أكثر من 650 مشترك من أكثر من 70 دولة حول العالم.
وأوضح الدويسان أن هذا النشاط يتنافس فيه المشاركون من خلال فرق عمل شكلوها لإيجاد حلول لتحديات ثلاث عالمية هي جعل الطاقة الشمسية اقتصادية وتفعيل الاستفادة من المعلوماتية في الرعاية الصحية وجعل التعلم مناسب لمختلف القدرات وسيتوج هذا النشاط في أسبوع الاحتفال حيث ستتم التصفيات النهائية واختيار الفرق الفائزة من قبل خبراء.
وكشف أن الكلية ستحتفل بتوقيع اتفاقية تعاون مع شركة جنرال إلكتريك مشيرا إلى أن هذه الاحتفالية من شأنها أن تزيد من فعالية الكلية في العملية التعليمية وفي خدمة المجتمع وتنميته وأن الكلية هي على مشارف العقد الخامس من عمرها وتستشعر التحديات والفرص التي تواجهها في لعب دور محوري في تنمية الكويت.
وأكد أن الكلية تعمل على المساهمة في تنويع مصادر الدخل الوطني وتوفير خريجين مؤهلين للعمل في القطاع الخاص والعمل الحر الريادي وأنها ستبذل قصارى جهدها وستتعاون مع المؤسسات المحلية والعالمية كما أنها تطمح لأن تكون في الريادة سواء على مستوى كليات الهندسة في المنطقة أو العالم.
ومن جهته قال مدير مركز شركة (جنرال الكتريك) الدكتور خالد البنا إن الاتفاقية تعنى بجانب الابحاث والتدريب مع كلية الهندسة والبترول في مجال مولدات انتاج الطاقة وتشمل على التعاون مع قسم الهندسة الكهربائية والميكانيكية بالكلية في عقد الدورات التدريبية للطلبة.
وأشار البنا أنه من الممكن أن تدريب نخبة الطلبة المهندسين في الشركة لكسب الخبرة وتدريبهم على طبيعة العمل الميداني لافتا إلى أن (جنرال الكتريك) أول مستثمر أجنبي داخل الكويت وتعمل على توثيق علاقاتها مع الجهات الهندسية وبالخصوص كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت.
وتم خلال الاحتفالية عرض فيلم وثائقي عن كلية الهندسة والبترول تناول مسيرة الكلية وروادها الأوائل الذين تعاقبوا عليها منذ بداية الإنشاء وحتى مرحلة الانتقال لمدينة صباح السالم الجامعية مستقبلا ودور كلية الهندسة المميز في المجتمع.
وعرض الفيلم الدور الكبير الذي تقوم به الكلية وما تقدمه من مشورة وخبرة من خلال مكتب الاستشارات الذي يعتبر حلقة الوصل ما بين أعضاء هيئة التدريس والجهاز الأكاديمي والمجتمع الكويتي.