أعلنت روسيا، عن إطلاق عملية ملاحقة ‘المجرمين’ المتورطين في تفجير طائرة ‘متروجيت 6298’، التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء المصرية، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وذكرت وزارة الخارجية أنه ‘بناءً على توجيهات الرئيس فلاديمير بوتين، نخطر جميع الشركاء الدوليين، ببدء الأجهزة المختصة الروسية البحث عن المجرمين’، وأكدت أن ‘عمل هذه الأجهزة سيستمر حتى الكشف عن جميع المتورطين، أينما كانوا، وتقديمهم إلى العدالة.’
وأضافت الخارجية الروسية، في بيان أورده تلفزيون ‘روسيا اليوم’ مساء الثلاثاء: ‘ولهذا، نحن نتوجه إلى جميع الدول والمؤسسات والأشخاص، وجميع الأصدقاء والشركاء، بطلب المساعدة في هذه المهمة، لينال المجرمون جزاءهم.’
وأكدت وزارة الخارجية أن تحركات موسكو ضد ‘الإرهاب’، بعد تفجير الطائرة الروسية، الذي أسفر عن مصرع 224 شخصاً كانوا على متنها، ‘سيكون وفقاً لحق الدول في الدفاع عن نفسها، الموثق في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.’
وقال البيان: ‘من جانبنا، ننظر إلى الهجوم البربري على مواطنينا، أنه يأتي في سياق سلسلة هجمات دموية نفذت في الفترة الأخيرة في باريس وبيروت والعراق وأنقرة ومصر’، وأضاف أن ‘روسيا في هذا الوضع، ستتصرف بما يتسق مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.’
وتنص المادة 51 من الميثاق الأممي على أنه ‘ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم، إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي.’
وتضيف أن ‘التدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس، تبلغ إلى المجلس فوراً، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس – بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق – من الحق في أن يتخذ في أي وقت، ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال، لحفظ السلم والأمن الدولي، أو إعادته إلى نصابه.’
وتماشياً مع هذه المادة، فقد دعت الخارجية الروسية مجلس الأمن إلى ‘اتخاذ قرار لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب، دون تأخير’، بموجب مشروع قرار سبق وتقدمت به روسيا في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وخلال اجتماع أمني في ‘الكرملين’ الثلاثاء، قال بوتين إن ‘روسيا ستعثر على الإرهابيين، الذين فجروا الطائرة الروسية، في أي مكان بالعالم، وستعاقبهم’، ولفت التلفزيون الروسي إلى أنه كلف الاستخبارات الروسية بالتركيز على البحث عن ‘المجرمين’ المتورطين في تفجير الطائرة.
وبينما حذر بوتين ‘كل من سيحاول مساعدة الإرهابيين، بأنهم سيتحملون كامل المسؤولية عن انعكاسات ذلك’، فقد أكد رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، الكسندر بورتينكوف، أن ‘الجهاز بدأ باتخاذ إجراءات البحث عن المتورطين في الجريمة’، بحسب التقرير.
وسارعت رئاسة الجمهورية في مصر الثلاثاء، إلى نفي تقارير تحدثت عن تورط عدد من العاملين بمؤسسة الرئاسة في ‘حادث’ الطائرة الروسية، والتي تقول موسكو إنها تحطمت نتيجة انفجار ‘قنبلة منزلية الصنع’ تم دسها بين أمتعة الركاب.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، بحسب ما أورد موقع ‘بوابة الأهرام’، شبه الرسمي، أن مصادر رئاسية نفت ‘ما يتم تداوله على بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية، التي وصفتها بـ(المجهولة)، من معلومات بشأن تورط بعض العاملين بمؤسسة الرئاسة في حادث سقوط الطائرة الروسية.’
إلى ذلك، وجهت رئاسة الجمهورية ‘تحذيراً هاماً لكل شعب مصر’، عبر صفحتها الرسمية على موقع ‘فيسبوك’، من ما أسمتها ‘حروب الجيل الرابع’، معتبرةً أنها ‘من أخطر أنواع الحروب، التي يستخدم فيها وسائل الاتصال الحديثة، والشائعات والحرب النفسية، من بعض الدول؟’
وأضاف البيان الرئاسي: ‘ورجاءً ضرورة توخى الحذر، والحرص في تلقى أي أخبار أو معلومات غير موثقة ومجهولة المصدر، خاصةً هذه الأيام، لأن الشائعات والأكاذيب التي تثير الشكوك، من جهات معلوم نواياها الخبيثة لهذا البلد.’
كما حذرت رئاسة الجمهورية، في بيانها المقتضب الذي أصدرته مساء الثلاثاء، من إعادة نشر تلك ‘الشائعات والأكاذيب’، لأنها ‘تزيد من ضبابية أي موقف’، بحسب البيان.
وكانت تقارير إعلامية، لم يمكن لـCNN بالعربية التحقق من مصداقيتها، قد ذكرت أن التحقيقات أظهرت أن ‘موظفين اثنين من رئاسة الجمهورية’ أبلغا سلطات مطار شرم الشيخ بأن لديهما ‘حقيبة’ مرسلة من الرئاسة المصرية إلى الرئاسة الروسية، وتم شحنها على الطائرة الروسية دون تفتيش.
وأشارت التقارير نفسها إلى أن نائب وزير الدفاع الروسي كان على علم بأن هناك ‘حقيبة’ مرسلة من رئاسة الجمهورية في مصر إلى الكرملين، وأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرر تسريحه من الخدمة بسبب ‘تقصيره’ في التأكد من حقيقة تلك الحقيبة.
وكان الديوان الرئاسي الروسي ووزارة الدفاع الروسية قد أعلنا في وقت سابق الثلاثاء، أن الرئيس بوتين وقع مرسوماً بإعفاء النائب الأول لوزير الدفاع، مارشال القوات البرية أركادي باخين، من منصبه، وتسريحه من الخدمة العسكرية.
وجاء في بيان صحفي لوزارة الدفاع، أوردته وسائل الإعلام الرسمية والتلفزيون الروسي، أن ‘باخين قرر ترك الخدمة العسكرية، والانتقال إلى العمل في مؤسسة روس آتوم الحكومية’، دون أن تورد مزيداً من التفاصيل.
وفي وقت سابق الثلاثاء، نفت وزارة الداخلية المصرية الأنباء التي ترددت حول توقيف موظفين بمطار شرم الشيخ، على خلفية اتهامات مزعومة بأنهما ‘ساعدا في زرع قنبلة’ على متن الطائرة الروسية، التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء نهاية الشهر الماضي.
ووصف مسؤول مركز الإعلام الأمني، في بيان تلقته CNN بالعربية، ‘الخبر’ الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام، بأنه ‘عار تماماً عن الصحة جملةً وتفصيلاً.’
وأوردت مواقع إخبارية محلية ومواقع التواصل الاجتماعي، بحسب تقارير لم يمكن لـCNN بالعربية التأكد من مصداقيتها بشكل مستقل، أن الأجهزة الأمنية اعتقلت اثنين من العاملين في مطار شرم الشيخ، للاشتباه في أنهما ساعدا ‘مجهولين’ في زرع قنبلة على متن الطائرة المنكوبة.
وتحطمت طائرة رحلة ‘متروجيت 6298’ صباح يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد قليل من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، متوجهة إلى سانت بطرسبرغ، في وسط سيناء، وعلى متنها 224 شخصاً، لقوا حتفهم جميعاً.