المتابع لاعتقال 5 سوريين وهم في طريقهم الثلاثاء الماضي لدخول الولايات المتحدة بجوازات سفر يونانية مزورة، قد يجدهم أكثر مواطنيهم المعتقلين غرابة، فقد تنقلوا بين 7 دول، وحين وصلوا إلى هندوراس الواقعة في أميركا الوسطى، اعتقلوهم وأوردت الوكالات خبرهم الأربعاء بأسطر قليلة، على أهميته وخطورته، بحسب العربية.
وصلوا مساء الثلاثاء من سان سلفادور، عاصمة السفادور، صغرى دول أميركا الوسطى، المجاورة لهندوراس، على متن طائرة تابعة لشركة Avianca الكولومبية، وقدموا جوازات سفرهم التي اكتشفت سلطات المطار سريعا بأنها يونانية “مسروقة سابقا من أصحابها في أثينا” على حد ما ذكره أنيبال باكا، المتحدث باسم الشرطة، ونقلته عنه صحيفة La Prensa الهندورية، وهو الذي نراه يتحدث إلى الصحافيين في فيديو “يوتيوب” تابع لصحيفة طالعت ما فيها عنهم أيضا، وهي La Tribuna الهندورية.
ذكر أنيبال (هنيبعل) أنهم كانوا يودون متابعة السفر جوا إلى مدينة “سان بيدرو سولا” المصنفة في الشمال الهندوري بين أكثر مدن العالم خطورة بسبب جرائم عصاباتها، ومنها كانوا يخططون للسفر برا الى الولايات المتحدة، في رحلة ملزمين فيها بعبور دولة غواتيمالا المجاورة، ثم كل الساحل المكسيكي المطل على الأطلسي، للتسلل من نهايته الى أقرب مدينة أميركية للحددود مع الكسيك، وهي McAllen البعيدة في ولاية تكساس 2323 كيلومترا تقريبا.
روى أنيبال أيضا، أن السلطات الهندورية “كانت لديها معلومات مسبقة عنهم، حتى وهم في الطائرة من السلفادور إلى هندوراس، ووجدنا في جوازاتهم أسماء ليست لهم، ونحن نحقق لنعرف من هم حقيقة”، مضيفا فيما ذكرته صحيفة Tiempo المحلية أن سلطات مطار العاصمة “استعانت بموظفين في القنصلية اليونانية، ممن أكدوا حين تحدثوا إلى المعتقلين، بأن أيا منهم لا يعرف كلمة يونانية واحدة”.
وشرح الأغرب، وهو أن الخمسة قصدوا هندوراس بالذات منذ بدأوا رحلتهم من سوريا قبل أسبوعين، إلا أنهم لم يمروا بدولة أو دولتين مثلا للوصول إليها، بل مضوا أولا الى لبنان ثم تركيا، ومنها مباشرة الى البرازيل التي غادروها الى البيرو، ثم عادوا منها ومروا بالأرجنتين، وبعدها أقاموا من 11 الى 17 نوفمبر الجاري في كوستاريكا، ثم غادروها مارين ترانزيت بالسلفادور الى هندوراس، ومعهم جوازات سفر يونانية.
ونقلت صحيفة El Heraldo المحلية، عن مسؤول لم تسمه من جهاز مكافحة الإرهاب، قوله إنه “من المبكر الاشتباه بنيتهم التخطيط لارتكاب عمل إرهابي في الولايات المتحدة، لأننا لا نزال نحقق بهذا الاحتمال”، وتلاه بقوله إن ملفهم تم تحويله الى الانتربول الدولي، وإن ما تورطوا به حتى الآن هو “تزوير النصوص والوثائق والدخول الى البلاد بطرق غير شرعية” مضيفا أنهم لم يكونوا مزودين بتأشيرات دخول الى المكسيك ليسافروا اليها جوا، ومنها التسلل فيما بعد عبر الحدود البرية الى الولايات المتحدة.
وزود الصحيفة بإحصاءات: في أول 10 أشهر من 2015 تم اعتقال 12 ألفا و608 أجانب، دخلوا تسللا بطرق غير شرعية الى هندوراس، بهدف واحد فقط، هو الانطلاق برا من مدينة “سان بيدرو سولا” في شمالها، ثم عبر غواتيمالا والمكسيك الى الولايات المتحدة، ومعظمهم من الصومال وغانا وايران واثيوبيا والسنغال والكاميرون وغينيا وسريلانكا واريتريا وتوغو وبنغلادش والباكستان والنيبال، كما ودول بعضها في أميركا اللاتينية، وأحدهم سوري تم طرده في اليوم الذي وصل فيه.
وصل الخميس الماضي من الباراغواي بجواز سفر يوناني مزور أيضا، وتم طرده إلى السلفادور “بطلب أجنبي” فقامت السفادور وطردته بدورها الى الدولة التي طالبت بتسليمه إليها، وهي الأرجنتين التي لا يزال معتقلا فيها.
|