نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية آلية عمل القنبلة التي زعم داعش أنه أسقط الطائرة الروسية من خلالها، بناء على تفسيرات التقنيين المتخصصين في تعطيل القنابل.
وكان تنظيم داعش الإرهابي قد نشر على مجلته الإلكترونية “دابق”، ما قال إنها صورة للقنبلة التي أسقطت الطائرة الروسية فوق سماء جزيرة سيناء المصرية.
وتظهر الصورة علبة مياه غازية، وبجانبها سلك معدني، وزعم تنظيم داعش إنه هرب القنبلة إلى الطائرة الروسية بعدما وجد ثغرة أمنية في مطار شرم الشيخ، مضيفاً أن المخطط الأصلي كان استهداف طائرة غربية فوق سيناء لكن تم تغييره.
وأجمع الخبراء وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز على أن القنبلة الظاهرة في الصورة ليست جديدة أو مفاجئة، وأنه يمكن لأي صانع متفجرات يدوية متمرس، أن ينتجها.
الجزء الأول
وأوضح الخبراء أن الجزء الظاهر في يمين الصورة المكون من سلك وزر يدوي مغلف بشريط لاصق يمكن أن يكون لوظيفة من خيارات متعددة، مؤكدين أن معظم القنابل لديها زر تشغيل آمن منفصل، لتفجيرها.
الجزء الثاني
وحول آلية التفجير أوضح الخبراء أن الأسلاك الموجود في منتصف الصورة، يتم توصيلها بكبسولة التفجير الظاهرة إلى يمين الصورة.
واشاروا ألى أنه ما تبقى من الدارة الكهربائية كان تحت الشريط الأسود اللاصق، بما فيها البطاريات الصغيرة والإلكترونيات الصغيرة اللازمة لإرسال الشحنات الكهربائية إلى كبسولة التفجير، في اللحظة المرجوة.
متفجرات صلبة
وبالتالي يمكن القول إن كبسولة التفجير أرسلت شحنة متفجرة رئيسية إلى داخل علبة الألمنيوم عبر الأسلاك.
وأوضح الخبراء أن وجود ثقب في الجزء السفلي من العلبة، يظهر مؤشرات على أنه تمت تعبئتها بعجينة متفجرة.
وعزز الخبراء فرضية أن المواد المتفجرة داخل العبوة لم تكن سائلة، بأنه في تلك الحالة يجب أن يكون الشريط الأسود مقاوماً للماء، وهو لا يبدو كذلك، أو أن يكون على العبوة نفسها، ما قد يجعل خدعة القنبلة اليدوية أكثر عرضة للكشف.
وبين الخبراء أن الجزء السفلي من العلبة أغلق بطريق بدائية، وبالتالي فإن محتويات العلبة صلبة وليست سائلة.
كمية كافية
وأشارت الصحيفة إلى أنه يستحيل الوصول إلى تحليل فني شامل من خلال الصورة، لكن فنياً متخصصاً اعتبر أنه يمكن أن تكون علبة الصودا دججت بما يكفي من المتفجرات الكفيلة بإحداث ضرر بالغ بالطائرة، وذلك يتوقف عند مكان وجودها، لكنه على الأقل يمكن أن يسبب سلسلة من الاضطرابات وتغيرات السرعة التي قد تكون سبباً للكارثة.
ولفت الخبراء إلى أن علبة الصودا هذه قد تتسع لمتفجرات أكثر من القنبلة اليدوية العادية، وسط الإشارة إلى أن طائرتين روسيتين عسكريتين تحطمتا عام 2004 إثر قنابل يدوية.
قنبلة موقوتة
وتوقع الخبراء أن قنبلة داعش فُجرت إما بواسطة عداد زمني (قنبلة موقوتة)، أو بالتحكم عن بعد من قبل شخص تواجد على متن الطائرة، أو بوسائل أخرى.
ورجح الخبراء نظرية القنبلة الموقوتة كونها أبسط، و لا تحتاج لشخص متواجد على متن الطائرة.
وقال فني متخصص في حديث للصحيفة: “القنبلة بحد ذاتها ليست مثيرة للإعجاب، وإنما الصورة اتخذت بمهارة، حيث تم إخفاء المكونات الرئيسية تحت الشريط الأسود”.
قد لا تكون السبب
وأضاف: “إنها أقل تطوراً بكثير من القنابل التي يتم التحكم بها عن بعد، التي شوهدت في العراق وأفغانستان، والتي تشمل ميزات عدم التأثر بالتشويش وتدابير أخرى متطورة”.
وختم بالقول: “الصورة وحدها لا تكف لإثبات أن داعش كان وراء سقوط الطائرة، وقد يكون مثالاً آخر على مهارة المجموعة الإعلامية، وليس مؤشراً على أنشطتها الفعلية في الميدان”.