وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله أخشى أن «أمدحه» فيصنفوني بالمتسلق أو شيء من هذا القبيل لكن الحقيقة تشير إلى أنه يمتلك «كاراكتر غير» يختلف عن غيره من الوزراء و«كاراكتر» تعني سمة أو طابعاً مميزاً.
في تصريح له خلال نهاية الإسبوع (الخميس 19 نوفمبر 2015 ـ الراي) دفعني لأرفع القبعة (العقال) نظرياً وألقي بها في الهواء فإما تصيب أو تخيب وكل وحسب مرجعية ثقافته وقدرته على استيعاب ما سنطرحه.
قال الوزير العبدالله في تصريحه «تعتزم الحكومة إلزام كل الجهات الحكومية خلال الأسابيع المقبلة بالتوقف عن كل أنواع المراسلات الورقية في ما بينها من أجل تسريع الدورة المستندية»، وشدد على أن «لدى الحكومة إرادة جادة وقوية في القضاء على الفساد والمحسوبية وتسهيل المعاملات وفي قضية اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب بالإضافة إلى محاسبة المخطئين»، ولفت إلى أن أكثر من 50 في المئة من أفراد المجتمع دون الــ 18 سنة وأنه يجب أن تُعطى أهمية للشباب»… !
يا سيدي كلام جميل جداً ونظرياً كما أشرت، لكن السؤال هل ثقافتنا جاهزة لهذه النقلة الكبيرة خاصة وأن التراكمات من «واسطة ومحسوبية» لها عقود وهي مهيمنة على الوضع؟… صعبة جداً!
نريد فاسداً واحداً تتم محاسبته…. هذا ليس من استنتاجي إنه حديث كل الشباب والشياب ومَنْ هم بين بين وللمرة الأولى منذ عقود مضت نجد الشياب والشباب يقفون موقف المتذمر من الوضع!
وبما أن الشباب هم الأغلبية٬ فأرجو من الشيخ محمد العبدالله أن يقرأ ما نُقل لي عن الشباب من باب فاصل متعلق بـ «كاراكتري الشخصي»:
«كانوا قبل الأكل يقولون سموا… والآن يقولون صوروا… فقدان البركة في الأكل بسبب استبدال البسملة بالتصوير وحين تتابع أشخاصاً بـ(السناب) تجد أغلب حياتهم بين مقاهٍ ومطاعم وحفلات وسفر».. وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال «فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على مَنْ كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم»..!
إن التغيير يحتاج لرجال دولة… وعلاج «الكي» مطلوب فوراً كي يشعر بالصدمة كل مَنْ تسول له نفسه.
الوزير العبدالله أحترمه وأعلم بأنه يبدو بسيطاً في طرحه وفي المقابل وحسب خبرتي في القطاعين العام والخاص أشعر بأن ما ذكره حملة الدكتوراه الفعلية «دكتوراه صج» فنتائج أبحاثهم موجودة منذ عقود لدى الحكومة وتستطيع فقط العمل بالتوصيات التي لا تحتاج إلى إنشاء شركات وغيره من التوجهات إلا إذا كان يعني التخصصات العلمية فهذا أمر آخر ولو أننا دولة استهلاكية ومعظم ما نعانيه مختزل في سوء إدارة موارد الدولة والتعيين على مبدأ «هذا ولدنا» و«هذا نحبه.. وهذا ما أشتهيه… وهذا توجهه غير»!
إدارة المنشآت تحتاج حوكمة وأخلاقيات عمل ورؤى وهو غير متوافر ويبقى الأصل في أننا مع وزير الدولة ونتمنى أن يستعجلوا بمحاسبة لو فاسد واحد «عشان نحس» بالتغيير وأما الشباب فـ«ما لهم حل»… الله المستعان!