الرئيسية / كتاب وآراء / تغييب فكرة القومية العربية هو الخطوة الأولى في طريق إصلاح الأمة.. بوجهة نظر صالح الشايجي

تغييب فكرة القومية العربية هو الخطوة الأولى في طريق إصلاح الأمة.. بوجهة نظر صالح الشايجي

أحاول فيما أكتب هنا أن أكون واقعيا وعقلانيا وموضوعيا، وذلك لمعرفتي وإدراكي لمصادمة ما سوف أكتبه مع ما استقرّ في الأذهان وبات من المسلّمات والمحاذير التي يُحرّم الاقتراب منها.

هل «إسرائيل» عدوّ؟ ثمّ هل العداوة إحساس دائم أم متغيّر؟ إحساس تتحكّم فيه أوضاع عدة وظروف ومواقف ومصالح؟

بدأ العداء العربي لإسرائيل قبل أن تقوم إسرائيل، وذلك حين خاضت الدول العربية ذات الإمكانات ـ آنذاك ـ الحرب مع عصابات يهودية على أرض فلسطين، واستطاعت تلك العصابات هزيمة جيوش سبع دول عربية تملك مختلف أنواع الأسلحة.

بعدها كان التدخل الدولي الذي هدف الى حل مشكلة التنازع على أرض فلسطين بين العرب واليهود، ولكن العرب «الجبابرة» رفضوا مشروع التقسيم، وكان ذلك نصرا ثانيا لليهود.

على إثر ذلك أو بين ثناياه تم إعلان «دولة إسرائيل» التي اعترف بها العالم ما عدا الدول العربية وبعض الدول الأخرى والتي لم تجد بدّا فيما بعد من الاعتراف بها.

«إسرائيل» عدوة لمن؟ هل هي عدوة جميع الدول العربية؟

من حق الفلسطينيين أن يعادوا إسرائيل لأنها في عقيدتهم قامت باحتلال بعض أراضيهم، وهم محقون ـ فيما ينظرون ـ في تلك العداوة ونحن نؤازرهم ونساعدهم ونعينهم فيما نستطيع ونقدر. وذلك كل ما هو مطلوب من الدول العربية لا أكثر.

نسرع بالزمن ونمرر سبعة عقود منه لنقف على حالنا اليوم كعرب. لنسأل من هو عدونا الحقيقي؟ وهل الدول العربية مشمولة جميعها بعدو واحد؟ أم أن لكل دولة أو مجموعة دول عدوا هو في الواقع صديق وربما حبيب لدول أخرى؟

الخطوة الأولى في طريق الإصلاح العربي هي تغييب فكرة الأمة أو القومية العربية والتي يكذبها الواقع ويصرخ بعدم وجودها، ودلائل عدم وجودها أكثر من توهمات وجودها.

ولو أخذنا بلادنا الكويت مثلا، فهل إسرائيل تمثل عدوا لها، هل غزتها؟ هل حاربتها؟ هل قتلت مواطنيها؟

على كل تلك الأسئلة الإجابة لا!!

إذن لماذا تتعامل الكويت مع إسرائيل على انها عدو بينما تتعامل مع العراق الذي غزاها واحتلها، كصديق وحبيب وجار وشقيق!! ولا أقصد أن تبقي الكويت على عداوتها مع العراق، بل على العكس من ذلك فهي اتخذت القرار الصحيح والسليم.

العداوة متحركة لا ثابتة وبالذات في عالم السياسة، فعدو الأمس صديق اليوم، وصديق اليوم قد يكون عدو الغد.

هذا واقع وليس خيالا أتخيله.

الخلاصة أن إسرائيل ليست عدوة العرب، وعلى العرب التخلص من عقدة الأمة ولتتحرر كل دولة عربية من هذه العقدة، وتتخذ خطواتها وقراراتها المستقلة بعيدا عن وهم الأمة الواحدة!!

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*