الرئيسية / كتاب وآراء / عن جنود الظل أصحاب الولاء للفساد.. تكتب شيخة الجاسم

عن جنود الظل أصحاب الولاء للفساد.. تكتب شيخة الجاسم

الفساد الإداري يحتاج إلى بيئة حاضنة لكي يعيش وينمو. فمثلاً يحتاج إلى موظف مستعد أن يمرر معاملة من أجل بضعة دنانير، ويحتاج إلى مسؤول يرسي مناقصة من أجل تمرير مصلحة له بالمقابل. لكن هذه الشخصيات هي ما نعرفها جميعا، وهي شخصيات يتم انتقادها دوما. حديثي اليوم عن جنود الظل، أولئك الذين يساندون الفساد ويرعونه، ووجودهم مهم لبقائه، ومع ذلك لا أحد يتحدث عنهم.
أولا، الجبناء الذين يرون الفساد ويتضايقون منه ويحلمون بوضع أفضل، لكن لا يحركون حتى لسانهم لتغييره، بل إن بعضهم قد ينتقدك إذا تجرأت ونبشت بملف فاسد. يخافون من قطع أرزاقهم أو محاربتهم، إنهم يخافون المواجهة، فهم رغم حسن نواياهم كالنعام. وسكوتهم يساعد على نمو الفساد.
ثانيا، جنود الظل أصحاب الولاء للفساد، أولئك المنتفعون ولو بالقليل من الفتات المنتثر هنا وهناك. هم ليسوا أصحاب مصالح مباشرين، وليسوا مسؤولين مرتشين، ولكنهم يدينون بالولاء لرؤوس فاسدة، وأي انتقاد للفساد يزعجهم. تراهم في المجالس العامة يتحدثون عن القيم ومحاربة الفساد، وفي الحقيقة هم يكتمون كل صوت ينادي بالتغيير.
ثالثا، الحالمون الذين ما زالوا يعيشون في كويت الأحلام، ويظنون أن الأمور بخير، ولا يرون أبعد من أنوفهم، فالرواتب تنزل في حساباتهم نهاية الشهر تماما كما الشمس تشرق كل صباح. فلا يرون أي داع للتساؤل حول وجود الفساد، هم لا يريدون أن يروه.
ما بين أولا وثانيا وثالثا يعيش الفساد ويترعرع. لا تقل إنك لست فاسدا لأن جيبك نظيف، فنظافة الضمير هي المقياس. والساكت عن الحق شيطان أخرس.
أبعدنا الله وإياكم عن الفساد.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*