أفاد المؤتمر اليهودي الروسي بعزمه عقد مؤتمر لعرض كتاب ألفه والد بنيامين نتنياهو ومنعت السلطات الإسرائيلية نشره بسبب دحضه النظرة التقليدية إلى تاريخ اليهود في أوروبا.
وأثبت بن تسيون نتنياهو (1910 – 2012) في دراسته العلمية، التي أطلق عليها اسم “أصول محاكم التفتيش في إسبانيا في القرن الخامس عشر”، أن اليهود الذين كانوا يقيمون في إسبانيا في القرون الوسطى اعتنقوا الديانة المسيحية بإخلاص وانطلاقا من رغبتهم في الاستيعاب الثقافي في المجتمع الإسباني.
وقام العالم اليهودي بتحليل تداعيات مرسوم الحمراء المشهور الذي أصدره في 31 مارس/آذار لعام 1492 الملك الكاثوليكي الإسباني فرناندو الثاني والملكة إيزابيلا الأولى ونص على جميع يهود مملكة إسبانيا تقديم طقس المعمودية المسيحية أو مغادرة المملكة وأقاليمها قبل 31 يوليو/تموز 1492.
وتوصل بينتسيوون نتنياهو في كتابه إلى استنتاج بأن الادعاءات التقليدية حول مواصلة معظم اليهود، الذين تحولوا إلى المسيحية، الالتزام بديانتهم الأولية والقيام بممارسة الطقوس اليهودية سرا لا تتناسب مع الواقع.
ويشير الكتاب إلى أن اليهود الإسبانيين، الذين كانوا يشكلون في القرون الوسطى طائفة يهودية أكثر ازدهارا في أوروبا وجالية يهودية أكثر نجاحا في التاريخ اليهودي، اعتنقوا الديانة المسيحية بإخلاص، في خطوة كانوا يعتبرونها طبيعية على طريق الاندماج في المجتمع الإسباني.
أما أسطورة عن ولاء اليهود الإسبانيين لدين أجدادهم فأكد بينسيوون نتنياهو أن محاكم التفتيش الإسبانية هي من خلقها من أجل الحفاظ على صورة “العدو السري” وضمان تأثيرها على الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في إسبانيا فضلا عن نفوذها في السكان المحليين.
وجدير بالذكر أن السلطات الإسرائيلية عرقلت إصدار كتاب “أصول محاكم التفتيش في إسبانيا في القرن الخامس عشر” باللغة العبرية بسبب دحضه النهج الإسرائيلي التقليدي الخاص بتاريخ اليهود
|