وجع الحروف – ….الواقع المؤلم!
د. تركي العازمي
كم كنت أتمنى أن تقوم مجموعة من الشباب تطوعياً بعمل دراسة مقارنة بين سلوك شباب/شياب السبعينات وشباب/ شياب العام 2015، وأخص الشباب لأنهم على ما يبدو الأكثرية إحصائياً وذلك وفق منهجية بحث علمي بحت يُعنى بالسلوك المؤسسي والسلوك الاجتماعي حول طريقة تعامل كل جيل على حدة.
المحور واحد وهو: طبيعة التعامل مع طبيعة الاختلاف في وجهات النظر مؤسساتياً واجتماعياً.
فالمعروف والثابت أن تغيير الوضع Attitude كما توصل إليه علماء الاجتماع يحتاج إلى عمر جيل، وأغلب الباحثين اتفقوا على أنه ما بين 10 إلى 30 عاماً حسب الجهد المبذول والإخلاص في نية العمل على تغييره، بمعنى إذا اتفق الجميع على التغيير ووقفوا وقفة رجل واحد فإنها ستتغير في فترة زمنية سريعة قد تقل عن 10 سنوات.
أمنيتي هذه ذكرتها لزملاء «يتحلطمون» باحترام وبلا تجريح وهو سلوك حميد لكن.. «ما باليد حيلة»!
وذكرت لهم رسالة وصلتني من الزميل الدكتور نوفل عبر ‘واتس أب’ تقول:
«عندما سأل مدير ثلاثة موظفين في العمل: هل 2+2 = 5؟ فأجاب الأول: نعم يا سيدي = 5 أما الثاني فأجاب: نعم يا سيدي = 5 إذا أضفنا لها 1، والثالث قال: لا يا سيدي خطأ فهي = 4.
.. في اليوم التالي لم يجد الموظفون زميلهم الثالث في العمل وبعد السؤال عليه علموا أنه تم الاستغناء عنه!
فتعجب نائب المدير وقال للمدير: يا سيدي لم تم الاستغناء عن الثالث؟
فرد قائلاً: فأما الأول فهو كذاب ويعلم أنه كذاب (وهذا النوع مطلوب)، وأما الثاني فهو ذكي ويعلم أنه ذكي (وهذا النوع مطلوب)، وأما الثالث فهو صادق ويعلم أنه صادق (وهذا النوع متعب وصعب التعامل معه) فسأل المدير نائبه: والآن هل 2+2 = 5؟
فقال نائبه: سمعت قولك يا سيدي وعجزت عن تفسيره فمثلي لا يستطيعون تفسير قول عالم.
فرد المديرقائلا: وذلك النوع منافق (وهذا النوع محبوب)… واقع مؤلم» انتهى الاقتباس.
السؤال هنا: لماذا دائماً الصادق منبوذ اجتماعياً ومؤسساتياً حسب الرواية أعلاه؟
لهذا السبب أردت مشاركتكم من قراء وقارئات كرام مطالباً الجميع بالتضرع للمولى عز شأنه أن يعيننا على فهم طريقة تعاملنا مع مجريات الأمور وأن تأتي مجموعة بحثية محايدة تقوم بعمل الدراسة المقترحة لمعرفة أسباب الانحراف السلوكي في مؤسساتنا ومجتمعنا مقارنة بين ما كان يتصف به أحبتنا في سالف العهد الكريم وشباب اليوم، الذي وإن لاحظ اختلافك معه هاج في وجهك.. لا نقول اكذب أو نافق لكن على الأقل صِل وجهة نظرك بطريقة سليمة لا تقلل من شأن من تختلف معه وتحصل على أثرها بتفعيلك لسبل الإقناع الإيجابية إلى الوسيلة التي تغير الحال وإن شاء الله تستقيم الأمور إلى ما فيه الخير للبلاد والعباد.
نحن وإن كان الواقع مؤلماً أشعر بأن الأيام المقبلة إن احتكمنا بصدق وأمانة إلى لغة العقل والحكمة في التعامل مع القضايا بكل شفافية ستكون أفضل إن شاء الله… والله المستعان.