تشاهد نشرة أخبار، أحد مهرجانات «التوك شو» الليليّة التي تستمر لمنتصف الليل، تتابع برنامج «صناعة نجوم» شهير، أو حتى تُرضي قناعتك بفيلم سهرة، فأنت أمام الاختراع الذي شكّل ثورة في العالم قبل نحو 9 عقود عندما اخترع جون لوجي بيرد أول تليفزيون عامل في العالم في 1925، بعد إرهاصاتٍ كثيرة لعددٍ من العلماء.
في 17 ديسمبر 1996أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بتخصيص يوم 21 نوفمبر من كل عام يومًا عالميًا للتليفزيون، احتفاءً بهذا الاختراع الثوري، الذي أصبح «رمزا للاتصالات والعولمة في العالم المعاصر» كما تقول.
وفيما يلي نعرض لأهم مراحل تطوّر البث التليفزيوني منذ بدايات القرن الماضي.
5. تجربة أمريكيّة
شهدت الفترة بين 1927 و1935 عدة تجارب إرسال تليفزيوني وبعد تطويرات أدخلها علماء على الاختراع الثوري، فقامت شركات؛ RCA، CBS، وجينرال إليكتريك، بتمويل الأبحاث ورعاية العلماء في هذا الشأن، وفي العام 1927 نجح أحد هؤلاء الباحثين من إرسال الصورة من العاصمة واشنطن إلى نيويورك عبر خط سلكي.
4. أول خدمة تليفزيونيّة في العالم
بالرغم أن أولى التجارب أمريكيّة، إلا أن أول خدمة تليفزيونيّة في العالم كانت ألمانية في 1935، بحسب صحيفة «العرب»، واحتفى الألمان بذلك كثيرًا ووجّهوا له أيادي «البروباجاندا»، وتم استخدام التلفاز العام التالي في 1936، في نقل الألعاب الأوليمبية، وأصبح الجمهور في صالات السينما والنوادي، وساحات العرض، يرون الألعاب –لأول مرة- دون أن يكونوا هُناك في المدرجات. تلى ذلك دخول المدرسة البريطانيّة في 1936 عبر BBC، وتتابعت الدول بعد ذلك.
3. الشاشة تتلوّن
بحسب صحيفة «الرياض»، فإن صناعة التليفزيون شهدت نقطة فارقة مطلع الخمسينيات، عندما تم تطوير الصورة لتُبث بالألوان بدلًا من الأبيض والأسود، وظهرت أول خدمة إرسال تليفزيوني ملونة حول العالم، في الولايات المتحدة يناير 1954، تبعتها اليابان في 1960، ثُم بريطانيا وبعض دول أوروبا في 1967.
2. التليفزيون يدخل الوطن العربي
كانت الحرب العالمية الثانية عائقًا أمام وصول الاختراع إلى الوطن العربي، فحط في الأراضي العربيّة بعد أكثر من عِقدٍ على ظهوره، وفي الحقيقة كانت اللمسة الأولى مصريّة، ففي عام 1947، أعلنت صحيفة مصرية ناطقة بالفرنسية، عزم الحكومة الملكيّة المصرية اعتماد مبلغ 200 ألف جنيه لبناء استوديو تليفزيوني –بحسب موقع «الجزيرة»، لكن المشروع تأجّل حتى 1951، عندما تم أول تجربة بث في الوطن العربي في مصر، بالتعاون مع شركة فرنسيّة، وكان الحدث الذي كلّل البث هو زواج الملك فاروق من الملكة ناريمان.
كان العراق هو أول بلد عربي يبث خدمة تليفزيونيّة وطنية من أراضيه في 1956، رغم أن المغرب كانت تبث منذ 1954 لكن وسط دعوات للمقاطعة، وبثٍ بالفرنسيّة.
عادت مصر لتلحق بالركاب، بعد ثورة وحرب عدوان ثلاثي أعاقت حلم البث التليفزيوني الذي دشّنه الملك فاروق، ليبدأ بثها المُنتظم في 1960.
في السعودية الأمر كان أغرب قليلًا، فالتليفزيون دخل هذا المُجتمع –الأكثر انغلاقًا- في 1963، وكان الأمر مُدهشًا بالنسبة للناس هُناك، فبحسب صحيفة «الرياض»، كان الأهالي «يتسمّرون» أمام شاشة التلفاز في حلقات، وكان عدد الأجهزة قليل جدًا، فكان الجيران يخطبون ود الآخرين مُلّاك «النافذة السحرية» ويقضون عندهم السهرات لمشاهدة البرامج التي كانت قليلة حينها، لا يقطع سمرهم غير عبارة «نتوقف لآداء الصلاة» أو انقطاع البث «لخللٍ فني»، وكانت السيدات كبيرات السن هناك يُخفين وجههم أمام التلفاز باعتباره «ضيف غريب» وكانوا يُطلقون عليه اسم «تلَف عيون».
1. عصر الفضائيّات
كانت أول إشارة فضائية تُنقل من أوروبا إلى أنحاء أمريكا الشمالية عبر القمر تلستار في 1962، بحسب موقع CBC الإنجليزي، وكان الاتحاد السوفييتي هو صاحب أول شبكة محطات فضائيّة وطنية تحت اسم «أوربيتا» في 1967.
كان دخول العرب إلى الفضاء على متن أول قمر صناعي عربي؛ «عرب سات»، الدخول الذي لم يحمل اسم مصر بين الدول المُشاركة، تلاه إطلاق ثاني قمر عربي؛ «نايل سات» في 1996، وإطلاق شبكة قنوات النيل الفضائيّة، التي أصبحت امتدادًا للشبكة الأرضية.