الرئيسية / كتاب وآراء / ولي الأمر باعتقاد محمد الشيباني ليس ملكاً لأحد دون الآخرين

ولي الأمر باعتقاد محمد الشيباني ليس ملكاً لأحد دون الآخرين

ما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثاً؟! فجهاز التواصل الاجتماعي المسمى «واتس اب» أو «تويتر» أو.. أو.. سمّ.ها ما تشاء من التسميات، ليس معناه أن تحارب به الناس من علا منهم أو نزل عن طريق إرسال الرسائل النصية، فتتعدى بها الحدود الشرعية والأخلاقية المتعارف عليها بين البشر، فتقوم بسب هذا وتجريح ذاك، وكأنك وحدك في هذا الكون، لا سلطان عليك يوقفك عند حدك، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على تبلّ.د في الذهن وتجمّ.د في العقل اعترياك أيها المنفلت، ويدل كذلك على غرور وطموح معوج هادم، فأنت لست بقوي ولا تملك شيئاً من الركن الشديد الذي تركن إليه، أو الذي ينقذك مما جنته يدك بعد ذلك، عندما تركتها تعبث بالكلمات فتخلط ما لك وبما عليك في صعيد واحد غير متزن، يريك شيطانك فيه انتصارا وهو انكسار مريع ستتجرع فيه كأس الشقاء حتى ترى العذاب فيه بالصور التي كان يتحدث بها من تجرعه قبلك وذاق بها ألم الكلمة الخاطئة، الآن يعض أصابعه ندماً أو حسرة على التجاوز.
الجماهير التي تعتقد أنها أعجبتها رسائلك وصفقت لك وشجعتك على المضي والاستمرار في هذا الغي، هي أول من ستتخلى عنك وتدير لك الظهر وتتنكر لك على أفعالك التي تجاوزت بها حدود النصيحة البناءة الهادفة فأدخلتها في أبواب التعيير والتشهير.
ولا بد أن يعلم «التويتريون» و«الواتس أبيون» ومن يدور في فلكهم من الشباب أو من الكبار الذين عقولهم مثل عقول من دونهم في العمر والخبرة، أن احترام ولي الأمر وإنزاله منزلته التي هو فيها هو من تمام الدين، ومن استقرار البلاد وأمان العباد.. وفي حال الخلاف فليسلك أحدنا سبيل الوسائل المتاحة والمباحة، فيبدي رأيه وما يريد بالحسنى لا بالقوة، فولي الأمر ليس ملكا لأحد دون الآخرين، والإساءة إليه تكون إساءة إلى الفئات الأخرى التي لا ترضى بذلك.
لا يمثل الشعب أي مواطن، علا أو نزل، يسيء إلى رمز الدولة، فهذا ليس بعدل ولا دين ولا طلب للأمن والأمان واستقرار الديار، ولا يرضاه مدير إدارة أو رئيس قسم في أي وزارة أو دائرة من موظف تعدى عليه، فكيف بولي أمر؟! ومن كان عنده الشجاعة الأدبية والوطنية ويريد الاصلاح فليكن ذلك سراً ومن دون تشهير أو تعيير، الآن هناك معاهدات واتفاقات بين الدول في تسليم المجرمين و«الثورجية» بين دول العالم، فماذا سيفعل هؤلاء ممن لجأ إليها ثم سلم إلى حكومة بلده، ماذا سيكون جوابه؟! والله المستعان.

• لغات القلب:
«إن للقلب أربع لغات يتكلم بها: واحدة منهن بالألوان في الوجه، والثانية بالدلال في الجسم، والثالثة في النظر بالمعاني، والأخيرة، وهي أسهلهن وأبلغهن: يتكلم بكل ذلك في ابتسامة». (الرافعي)

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*