ما عادت الناس تسأل عن الحال وتطمئن عليك فقط، بل أول ما تدخل الديوانية.. صار السؤال الآن..
وهذا هو الحوار اليومي في جميع الديوانيات بلا استثناء.. لا يخرج في مضمونه إطلاقا عن الانتخابات القادمة من سيفوز؟
ولكن على غير العادة حديث أهل الديوانية لهذا اليوم تغير.. كان حديث جميع الرواد في هذا اليوم عن التمرد!
سمعتم عن حركة التمرد؟
هل قرأتم ما يطالبون به؟
من أين عرفتم عنها؟
وتأتيك الإجابة.. إنه «تويتر»!
وأتصفح «تويتر» لأرى «أكاونت» لا يحمل أي أسماء، بل إن صاحبه يتخفى باسم تمرد الكويت.
فهكذا دائما هم الحاقدون عن الكويت يتخفون وراء أسماء مستعارة.. همهم فقط إثارة الشغب وتأجيج الفتن والبحث عن الاستعراض وفتل العضلات!
يودون إطلاق مسيره تمرد في الكويت.
يا للسخرية!
أي تمرد يقصدون؟!
يكفي أنهم بمسيرتهم هذه يتمردون على القانون؟!
يريدون إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والعفو حتى عمن أساؤوا للأمير!
إن ما يريدونه هو دولة الغاب لا دولة القانون!
فعن أي نوع من التمرد يتحدثون؟!
والله أعتقد حتى معنى التمرد لا يفقهون.
التمرد كما هو معروف لغويا العصيان والخروج على السلطة ومخالفة قوانينها ورفض تنفيذ الأوامر.
أهكذا يريدون؟!
مطالبهم مضحكة وقضاياهم التي يودون إسقاطها حتى السفيه يستغربها.
إنهم يقومون بالخطأ وهم متعمدون لذلك ثم يطلبون العفو.. بل إنهم لايزالون يكابرون ويرفضون الاعتراف بأخطائهم ويعتبرون ما تفوهوا به حرية رأي!
والآن بعد أن قاربت نارهم على الخمود وفقدوا جميع أرصدتهم وانفض الناس من حولهم، بحثوا بين الرماد عن شعلة تنعش الأجواء من جديد..
والله إنه تمرد لحفظ ماء وجههم لإفلاسهم السياسي وليس للإصلاح السياسي.
وكأنهم مسيرون ومسلطون على الآخرين لتدمير فرحتهم وبهجتهم وتشويه وجه الكويت الديموقراطي.
صحيح قبل أن أنسى أود أن أشكرهم على حسهم الوطني الواعي والمثقف بالمحافظة على المرافق العامة وعدم إتلافها!
فهذا ما جاء في كلامهم! وهذا يدل على أنهم يعرفون جيدا أنهم بسلوكياتهم السابقة التي قاموا بها مرارا وتكرارا غوغائيون ومخربون.
إي والله.. شر البلية ما يضحك!
وكمواطن محب لهذا الوطن أقول للجميع:
لا تشغلوا أنفسكم «بالردايا» من الأمور والمواضيع العقيمة.
ولا تعطوا للآخرين أكبر من حجمهم.. بل تجاهلوا الترهات من أحاديثهم.. فالمشاكل والقضايا التي يعرضونها كلنا أعلم بها.. فما نريده ليس طرح المشاكل بل إيجاد الحلول لها..
والأهم من ذلك كله لا تستمعوا للشائعات ولا تتداولوها ولا تتناقلوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون التأكد منها.. خصوصا ان كل كلمة لها ألف مغزى وقد تشرع أبواب وأبواب أنتم في غنى عنها.
بل خذوا المعلومات والأخبار من مصادرها الأصلية ومن أناس معروفين لا يتخفون وراء ستارة الجبن!
فهناك دائما من يقلقهم هدوؤنا واستقرارنا..
ومن يحبون إثارة الفوضى والفتن بيننا..
ومن يفرحون بانشقاق صفوفنا وتفرق وحدتنا..
فيا عجبا بهم!
شعاراتهم متناقضة وأهدافهم أيضا.
فلم نعد نعرف هل هم من المعارضة أم من الأحرار أم من المتمردين؟!
رحمك الله يا المتنبي.. ماذا كنت ستقول عن هؤلاء الجبناء الذين وجدوا من مواقع التواصل الاجتماعي مرتعا للفتنة والشر والضغينة؟
هل ستعيد بيتك الشهير؟
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
أم سيعجز لسانك عن التعبير من هول ما نحن فيه؟!