الرئيسية / كتاب وآراء / عن الخلط الأعمى بين ‘المواطنة’ و’الوطنية’.. يكتب صالح الشايجي

عن الخلط الأعمى بين ‘المواطنة’ و’الوطنية’.. يكتب صالح الشايجي

بلا قناع  –  ‘الوطنية’ و’المواطنة’

صالح الشايجي

هناك من يقول إن «المواطنة» ليست بالجنسية، أي إنه ليس بالضرورة أن يحمل الإنسان جنسية بلد ما أو هويته كي يكون منتميا لذلك البلد، ولكن حبه لذلك البلد هو الذي يحدد هويته وجنسيته.

وهذا قول مغلوط وليس فيه من الصحة شيء أبدا، لأن المواطنة مرتبطة ارتباطا كاملا بالجنسية وتترتب عليها حقوق وواجبات ومسؤوليات ليست مطلوبة ممن لا يحمل هوية البلد وجنسيته.

ومن يذهبون الى ذلك القول ويعتنقون ذلك الرأي الخاطئ، هم في الحقيقة يخلطون بين «المواطنة» و«الوطنية».

أن تكون محبا لبلد لا تحمل هويته فأنت «وطني» محب لذلك البلد ولست «مواطنا» من مواطنيه، لا تترتب عليك حقوق تجاهه ولا تقع عليك واجبات تؤديها له، والوطنية لا تشترط انتماء مباشرا للبلد ولا حملا لهويته، بعكس المواطنة التي تشترط حمل الهوية والانتماء الإداري للبلد.

نسمع كثيرا من التداولات حول هذا الخلط الأعمى بين «المواطنة» و«الوطنية»، وهناك من يمن على مواطني بلد ما بـ «وطنيته» وحبه لبلدهم أكثر منهم، وقد يكون هذا حقيقيا ولكن لا يلزم أن يترتب عليه إجراء ما ولا يعني انتماءه لبلدهم وحمله لهويته، بمعنى أن «الوطنية» ليست بابا «للمواطنة»، وإن كان مفضلا أن يكون المواطن «وطنيا».

فمن يحب «السويد»- مثلا- لنظامها وقوانينها وطبيعتها ونمط الحياة فيها، ليس بالضرورة أن يكون مواطنا سويديا يحمل هوية السويد ولا يترتب عليه مقابل هذا الحب، أي حقوق تجاهها، وهكذا.

وللتدليل على أن المواطنة لا علاقة لها بالوطنية أقول إن هناك دولا تبيع هويتها لمن يرغب، تبيع «المواطنة» ولا تبيع «الوطنية»، لأن «المواطنة» سلعة تباع وتشترى أما «الوطنية» فهي إحساس داخلي وانتماء روحي للبلد الذي يحبه الإنسان ولا يحمل هويته.

وكثير من الناس يحملون أكثر من هوية من أكثر من بلد، وهذا يعني «مواطنتهم» في تلك البلدان لا «وطنيتهم». حتى أن بعض البلدان تمنح هويتها- مواطنتها- لبعض الأشخاص من باب التكريم لهم.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*