النوم هو أكثر وسيلة تحقّق للجسم الراحة والهدوء؛ خاصة بعد يوم طويل من التعب، ولكن في معظم الأوقات يكون هذا النوم متقطعاً أو غير كامل أو تنعدم القدرة على النوم، وهنا يكون «الأرق» هو اللص الذي سرق النوم والراحة دون أي مقدمات؛ مما يصيب الشخص بالتوتر والإجهاد وعدم القدرة على العمل بشكل جيد؛ بالإضافة إلى المعاناة من الإصابة بالسُمنة.
حيث كشفت دراسة أجريت مؤخراً أن ليلة أرق واحدة تعادل تناول الوجبات السريعة لمدة 6 أشهر، حيث إن ليلة أرق واحدة تساهم في تخفيض مستوى تقبّل الجسم للجلوكوز بنسبة تزيد عن 30%، في حين أن هذه النسبة لدى تناول الأكلات السريعة مدة ستة أشهر متتالية تزيد عن 20%.
كما كشفت دراسة أمريكية أخرى أجريت مؤخراً أن «الأرق» يجعل الإنسان يرغب في تناول الأطعمة الدسمة كالبيتزا والحلويات، الأمر الذي قد يشكل سبباً كافياً للإصابة بالسُمنة، حيث إن خيارات الطعام تختلف عند شعور الإنسان بـ «الأرق» وقلة النوم.
كما وجدت دراسة أخرى تبحث في مجال علاقة النوم بالوزن أن الأرق يتسبب في تباطؤ عملية التمثيل الغذائي؛ مما يجعل الجسم يستهلك كمية أقل من الطاقة، فقلة النوم يمكن أن تشجّع زيادة الوزن بسبب بطء المعدل الذي تحترق به السعرات الحرارية، الأمر الذي يقلل استهلاك الجسم للطاقة بما يتراوح بين 5 و20 % مقارنة بالصباح الذي يعقب ليلة نوم جيدة.
أما عن أضرار “الأرق” فقد أوضح الدكتور سامي الجندي، استشاري السُمنة والنحافة والعلاج الطبيعي، أن «الأرق» لا يتسبب في زيادة الوزن فقط بل يؤدي إلى شعور الجسم بالإعياء والإجهاد، ويقلل من قدرة الفرد على التعلم أو أداء متطلبات وظيفته، كما أنه يولّد الشعور بالغضب وقد يفقد الفرد القدرة على السيطرة العصبية في بعض الأحيان.
وتابع: «لا يتوقف الأمر عند ذلك بل يشعر الفرد بآلام في العظام بمناطق مختلفة من الجسم، كما تعاني البشرة من البهتان والتجاعيد المبكرة، كذلك تزداد فرصة الإصابة بالاكتئاب والقلق».
ناصحاً بأنه لابد للشخص من النوم المتصل لفترة تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات يومياً.