أشارت نتائج دراسة حديثة إلى أن اللحوم الحمراء -وليس جميع أنواع البروتينات الأخرى- ترتبط بزيادة احتمالات الإصابة بـ السكتة الدماغية، بينما تزداد فرص هذه الإصابة مع زيادة كميات اللحوم الحمراء المستهلكة.
وقام الباحثون بتحليل بيانات من 11 ألف شخص، من متوسطي العمر الذين لم يتعرضوا لأي مخاطر أخرى مسببة للسكتة الدماغية مثل داء السكري وأمراض القلب، ثم تابعوا حالات نصف هذا العدد على امتداد 23 عاما.
وبينت النتائج أن من استهلكوا اللحوم الحمراء بكميات كبيرة ارتفعت لديهم مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية -الناجمة عن انسداد أو ضيق الشرايين المغذية للمخ- بنسبة 47% بالمقارنة بمن تناولوا الحد الأدنى من هذه اللحوم.
ولم ترتبط البروتينات الأخرى -مثل الدجاج والمأكولات البحرية أو المصادر النباتية مثل البقول والمكسرات- بأي مخاطر إضافية.
وقال برنارد هانينتش، من مركز علاج الأزمات القلبية بجامعة فيرتسبورغ في ألمانيا، إنه رغم أن دراسات سابقة ربطت الإصابة بالسكتة الدماغية بتناول مأكولات ذات محتوى عال من البروتين -بينما كانت نتائجها متباينة- فإن الدراسة الحالية تؤكد الأدلة التي تشير إلى أن اللحوم الحمراء بالذات هي التي تمثل مثل هذا الخطر.
وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني “تناول اللحوم الحمراء -ويحبذ اللحوم عديمة الدهن- ما دمت قادرا على التحكم في الحد الأدنى من الكمية”.
وحتى يتسنى تقييم العلاقة بين استهلاك البروتين ومخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، قام هانينتش وفريقه البحثي بمراجعة بيانات من استبيانات خاصة بالتغذية جرت لدى مقيمين في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاما بدءا من عام 1987، وتمت متابعة حالاتهم الصحية حتى عام 2011 لرصد عدد من أصيبوا بالسكتة الدماغية.
وقسمت المجموعة الخاضعة للدراسة إلى أربع فئات، وفق كميات البروتين المستهلكة يوميا ونوعها وعدد السعرات الحرارية.
وأكدت الدراسة أن تناول المزيد من البيض ارتبط بتزايد فرص الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية -التي تتميز بانفجار الأوعية الدموية في المخ وهي أقل شيوعا- بنسبة 41%.
وأدت زيادة تناول اللحوم المصنعة، مثل لحوم الخنازير والنقانق، إلى تزايد مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 24%.
وأشارت بيانات نشرت في الآونة الأخيرة إلى أن مبيعات اللحوم المصنعة من النقانق ولحوم الخنازير واللحوم الحمراء سجلت تراجعا حادا في كبرى المتاجر البريطانية، في أعقاب تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية حول اللحوم الحمراء والمصنعة والأورام.
وكانت المراجعة التي أجرتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، ومقرها باريس والتابعة للصحة العالمية، قد صنفت اللحوم المصنعة على أنها “مسببة لـ سرطان القولون والمستقيم لدى البشر” وذلك بالفئة الأولى من قائمتها المسببة للمرض التي تشمل أيضا التبغ والحرير الصخري (الإسبستوس) وهي مواد توافرت بشأنها أدلة كافية عن علاقتها بالإصابة بالأورام.