الجيوب هي أربع أزواج من التجاويف الممتلئة بالهواء في عظم الجمجمة: جيوب مقدمة الرأس ( فوق العينين ) ، جيوب عظام الخدين ، الجيوب الموجودة عند جذر الأنف (بين تجويف العينين ) ، وجيوب عظمة الوتد الموجودة خلف تجويف الأنف والعينين. تبطن الأغشية المخاطية تجاويف الجيوب ، وتتصل بتجويف الأنف بفتحات صغيرة. تساهم الجيوب عند عملها بشكل جيد في تدفئة وترطيب الهواء المار خلال الأنف و تعمل الجيوب مع تجويف الأنف كنوع من الوسائد العظمية الحامية للوجه والدماغ و لها فوائد متطورة أيضاً فالجيوب تضيف عمقاً ورنيناً للصوت.
س: ما هو التهاب الجيوب ؟
التهاب الجيوب هو عبارة عن التهاب الغشاء الذي يبطن الجيوب الأنفية و غيرها، ما يؤدي الى الحد من التدفق الطبيعي للمخاط والهواء دخولاً وخروجاً من الفتحات الصغيرة التي تربطها بتجويف الأنف. في الوضع الطبيعي تقوم شعيرات صغيرة تدعى الأهداب بإخراج المخاط والمخلفات الأخرى خارج الجيوب الى التجويف الأنفيّ ، لكنّ الإلتهاب يمكنه أن يبطء هذه العملية ، مما يبقي المخاط داخلاً في تجويف الجيوب ، جاعلاً منه بيئة لتكاثر البكتيريا. و يمكن أن تشتمل أعراض التهاب الجيوب على: انسداد الأنف ، مفرزات صفراء-خضراء من الأنف، وجع في الوجه فوق منطقة تجويف الجيب ، السعال ، الضيق ، وصداع خفيف و حس بالثقل في الرأس.
س: هل هناك خطر عند تجاهل التهاب الجيوب ؟
ج: من الأفضل مراجعة طبيبك ان كنت تظن أنك مصاب بالتهاب الجيوب. و مع أنه من النادر جداً أن ينتشر التهاب الجيوب للأنسجة المحيطة للجيوب ، كالعين و الدماغ, الا أن هذا الانتشار يؤدي الى مضاعفاتٍ كالعمى ، والسحايا ، وحتى الموت.
س: لم يكون بعض الناس معرضين لالتهاب الجيوب أكثر من غيرهم ؟
ج: يكون الناس الذين يعانون الحساسية ، خصوصاً الحساسية التي لم يتم علاجها ، أكثر عرضة لالتهاب الجيوب ، لأن بطانة الأنف لديهم تكون ملتهبة عادة مما قد يسد فتحات الجيوب. معلمو المدارس ، أهالي الأطفال الصغار ، وغيرهم ممن يصابون عادة بنزلات البرد ، يكونون معرضين بشكل أكبر من غيرهم. قرابة الـ 20% من الناس الذين يعانون من الربو الشديد مصابون بأورام الأنف الحميدة (Nasal polyps ) أو ما يعرف بالناميات ، وهي زوائد لينة حميدة تنمو في تجويف الأنف والجيوب. يمكن أن يؤدي وجود الناميات الى التهاب الجيوب بشكل متكرر. يمكن أن تجعل الإضطرابات الجينية ، أو مشاكل جهاز المناعة ،الشخص أكثر عرضة لالتهاب الجيوب.
س: هل يوجد مشاكل صحية أخرى يمكن الخلط بينها وبين التهاب الجيوب ؟
يعتقد بعض الناس ممن يعانون من الصداع الشديد أنهم مصابون بالتهاب الجيوب و لكنهم مصابون بالشقيقة. الصداع الذي يمكن ان يرافق التهاب الجيوب عادةً بسيط و كلما كان الصداع أشد ، كل ما زاد اشتباه أن يكون مصدر الصداع هو الشقيقة. بعض أعراض الشقيقة الأخرى تشمل الغثيان ، والتقيؤ ، والحساسية للضوء والصوت و عشرون بالمئة من مرضى الشقيقة يعانون من مشاكل في الرؤية أيضاً و هي ليست شائعةً في التهاب الجيوب. الناس ممن يعانون من احتقانٍ ناتج عن الحساسية يظنون أحياناً أنهم يعانون من التهاب الجيوب ، لكن قد يكون فقط التهاباً وتهيجاً في الممرات الأنفية.
س: هل هناك أي أدوية -لا تحتاج لوصفة- يمكن أن تساعد في حال التهاب الجيوب؟
المسكنات كالـ Tylenol والـ Motrin يمكن أن تخفف آلام التهاب الجيوب. عادة لا يوجد داعٍ للعقاقير الأقوى ،ولا يتم وصفها. و يمكن لمضادات الإحتقان التي تباع بدون وصفة أن تساعد بعض المرضى، بالرغم من عدم توفر دليل علميّ على حقيقة نفعها.
س: ماذا عن العلاجات المنزلية ؟
يمكن أن يكون استنشاق المحلول الملحيّ للأنف والجيوب كما هو موضح في الصورة مفيداً جداً للناس الذين يعانون التهاب الجيوب المزمن. استشر طبيبك عن نفع ذلك لك.
س: لقد سمعت أن البخاخات المضادة للإحتقان المحتوية على الـ (Oxymetazoline ) يمكن أن تجعل الإحتقان أسوأ لو تم استعمالها لفترة طويلة. هل هذا صحيح؟ كم هي فترة الإستخدام الآمن لها؟
هذه الأدوية يمكن بالتأكيد أن تسبب ما يسمى “بالإرتداد” (Rebound ) ؛ مما يعني أن الإحتقان يعود بعد بضعة أيام من الإستخدام . و يمكن أن يدمن بعض الناس على هذه المنتجات ، معتمدين عليها لأشهر ، أو حتى سنين. و لتكون بأمان ؛ استعمل مضادات الاحتقان هذه ان لزم الأمر لفترة لا تزيد على ثلاث أو خمس أيام على التوالي.