أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن تدخل حزبه في سوريا أعاق مشروع تنظيم داعش، معتبرا في الوقت ذاته أن أمريكا هي التي رعت داعش وأنها تريد احتواءه لا القضاء عليه بعد أن مس مصالحها.
ورأى قاسم خلال استقباله وفدا من الأطباء الأتراك قبل توجههم لغزة: “داعش حالة إسرائيلية في أهدافها، لافتا إلى أنه ليس من المصادفة أن يكون داعمو داعش الدوليين والإقليميين والمحليين هم أنصار المشروع الإسرائيلي المبني على إنهاء المقاومة وتشريع احتلال إسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها”.
وقال: “أعلنت أمريكا بأن داعش تخطى حدوده عندما لامس مصالح أميركا، وأعلنت دول إقليمية عداءها لداعش عندما أصبح خطره على أبوابها وداخل بلدانها، كل هذا لا يلغي مسؤولية هؤلاء في الدعم والتمويل والرعاية للوحش الذي فلت من عقالهم.
واستدرك قائلا :مع ذلك فأمريكا تريد احتواء داعش لا القضاء عليه، فهي لا تزال تراه مكملا لمشروعها الإسرائيلي، وبعض دول الإقليم تسهل المرور والدعم وتشتري النفط وتساهم في تدمير سوريا كجزء من مشروعها الأصلي”.
وقال: “الحقيقة واضحة، المشروع الأمريكي الإسرائيلي التكفيري واحد، واستشعار حزب الله للخطر التكفيري من بوابة سوريا أعاق مشروع داعش وحمى لبنان من توسعه.
إلى ذلك ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الاثنين ان جهاديي “الدولة الإسلامية” استخدموا الذخائر العنقودية في موقع واحد على الاقل في سوريا وان النظام السوري يستمر باستخدام هذه الأسلحة المحظورة على نطاق واسع.
ونقلت المنظمة التي تتخذ من مدينة نيويورك مقرا لها عن تقارير لمسؤولين اكراد محليين وأدلة فوتوغرافية ان مقاتلي “الدولة الاسلامية” استخدموا قنابل عنقودية يومي 12 يوليو و 14 اغسطس.
وتم استخدام الاسلحة خلال المعارك التي جرت بين التنظيم الجهادي ومقاتلين اكراد محليين حول بلدة عين العرب الواقعة في ريف حلب والحدودية مع تركيا.
ورجحت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ان تكون هذه هي المرة الأولى التي استخدم فيها التنظيم القنابل العنقودية الا انه لم يكن واضحا كيف تمكن من الحصول عليها.
وتحتوي القنابل العنقودية على عشرات أو مئات من القنابل الصغيرة ويمكن اطلاقها بواسطة الصواريخ او رميها من الجو.
وينتشر اثر المتفجرات على مناطق واسعة دون تمييز في الطبيعة كما يمتد مفعولها في التشوه والقتل لفترة طويلة عند انفجار القنابل الصغيرة التي لم تنفجر عند شن الهجوم.
واستخدمت القوات النظامية هذه الأسلحة خلال المعارك ضد مقاتلي المعارضة الذين يحاربون من اجل الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بحسب هيومن رايتس ووتش.
وذكرت المنظمة ان القوات النظامية السورية استخدمت الذخائر العنقودية 249 مرة على الأقل منذ منتصف عام 2012، وذلك بحسب افلام فيديو وافادات ادلى بها شهود، وابحاث.
يشار الى ان سوريا لم توقع على اتفاقية حظر إنتاج واستخدام القنابل العنقودية، التي لم توقع عليها كذلك الولايات المتحدة.
ودعت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي الى الانضمام للمعاهدة كما جددت دعوتها من اجل حظر توريد الأسلحة الى الحكومة السورية وأي طرف آخر يمارس انتهاكات في الصراع المستمر في البلاد والذي اسفر عن مقتل اكثر من 191 الف شخص، بحسب ارقام الامم المتحدة.
واعتبر مدير قسم الأسلحة في المنظمة ستيف غوس ان “أي استخدام للذخائر العنقودية يستحق الإدانة، ولكن أفضل رد هو انضمام جميع الدول إلى الاتفاقية والعمل بشكل جماعي لتخليص العالم من هذه الأسلحة”.
وطلبت المنظمة في بيانها من مجلس الامن “فرض حظر أسلحة على الحكومة السورية والجماعات المسلحة الأخرى التي ترتكب انتهاكات حقوق منهجية أو واسعة النطاق”.
من جانب آخر، تمكنت قوات البشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية من استعادة السيطرة على بلدة سليمان بيك المعقل الرئيسي للجهاديين الذين استولوا عليها قبل 11 اسبوعا في هذه المنطقة الواقعة جنوب مدينة كركوك.
وياتي هذه التقدم بعد ان تمكنت القوات العراقية من فك حصار مدينة امرلي التركمانية الشيعية المحاصرة منذ اكثر من شهرين من قبل تنظيم الدولة الاسلامية.
وتحقق هذه الانجاز وهو الابرز منذ سيطرة “الدولة الاسلامية” على مناطق واسعة في وسط وشمال العراق، بعد ان شن الطيران الحربي الاميركي عمليات قصف محدودة لمواقع الدولة الاسلامية.
وكان سكان هذه المدينة التي يقطنها غالبية من التركمان الشيعة عرضة لخطر القتل على يد المسلحين او الموت من نقص الغذاء والمياه.
وحذرت الامم المتحدة السبت الماضي من مذبحة قد تتعرض لها ناحية امرلي حيث يحاصر تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف آلاف العائلات منذ اكثر من شهرين.
وواصلت القوات العراقية تقدمها بعد تحرير امرلي، وتمكنت من تحرير بلدة سليمان بيك، الاستراتيجية الواقعة شمالها، بالاضافة الى قرية ينكجة.
وقال رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي الذي قام بزيارة مفاجئة الى بلدة امرلي التركمانية الشيعية بعد فك حصارها، ان العراق سيكون “مقبرة لداعش” مستخدمة الاسم المختصر السابق لتنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف الذي سيطر على مناطق في سوريا والعراق.
وتجول المالكي الذي رافقه وفد حكومي في شوارع المدينة والتقى بالمقاتلين وقوات الحشد الشعبي، وكذلك بسكان المدينة وصافح رجالها وقام بتقبيل عدد كبير من الاطفال، في صور بثتها قناة العراقية الحكومية.
وقال المالكي في كلمة امام مئات من سكان المدينة ان “العراق سيكون مقبرة لداعش، وما حصل لهم هنا مقبرة حقيقية، وكل العراق سيكون مقبرة لداعش”.
واضاف “هنا تقبر هذه العصابة، بعون الله، وهمة المخلصين، حتى النصر النهائي الذي لم يعد بعيدا باذن الله”.