رسالتي – أردوغان.. وجبهة بوتين
عبدالعزيز صباح الفضلي
لعل لسان حال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يرد على اتهامات الرئيس الروسي هو القول المشهور: «من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر».
بعد إسقاط تركيا للطائرة المقاتلة الروسية التي اخترقت المجال الجوي التركي، ألقى بوتين بعض التصريحات ضد تركيا، يريد من خلالها إرجاع شيء من الهيبة لروسيا بعد أن مرّغت تركيا أنفها بالتراب، ولأنها تصريحات جاءت في حالة نفسية – لا يحسد عليها صاحبها – أو لأنه كان تحت بعض المؤثرات فإنها كانت مليئة بالمغالطات.
بوتين اتهم أردوغان بأنه يسعى لأسلمة تركيا، فكان الرد من أردوغان: أن المسلمين في تركيا 99 في المئة فكيف أسعى إلى أسلمتهم؟!
واتهم الرئيس الروسي تركيا بأنها تشتري النفط من «داعش»، فطالبه الرئيس التركي بالإثبات، بل وألقى الكرة في ملعبه حين أكد على أن النظام السوري المدعوم من روسيا هو الذي يشتري البترول من «داعش».
زعم بوتين أنه تلقى طعنة في الظهر بعد إسقاط الطائرة، فكان رد أردوغان أننا نملك الشجاعة ونواجه وجها لوجه ولا نخاف من أحد، وبيّن الرئيس التركي بأنه خلال الاختراق الأول للطيران الروسي للأجواء التركية، قال بوتين «اعتبروا طائرتنا التي اخترقت أجواءكم بمثابة ضيف، فكان الرد: بأنه لا يوجد ضيف من دون دعوة».
كما فضح الرئيس التركي مزاعم روسيا بأن طائرتها التي أُسقطت كانت في مهمة لضرب قواعد تنظيم «داعش»، وبيّن بأن هذه المنطقة خالية تماماً من أي عنصر من عناصر التنظيم، وبأن غالبية السكان هم من التركمان.
كما كذب أردوغان مغالطات بوتين حين ادعى بأن تركيا ترسل السلاح لـ«داعش»، وقال إن الشاحنات التي ترسل إنما هي مساعدات إنسانية لضحايا الحرب والنظام، والتي قامت روسيا بقصفها!!
وفي الوقت الذي عجز فيه بوتين عن توجيه أي ضربة عسكرية لتركيا كرد اعتبار على إسقاط المقاتلة الروسية، فإنه لجأ إلى بعض العقوبات الاقتصادية، ومنها إيقاف بعض المشاريع، ومنع رجال أعمال أتراك من حضور مؤتمرات اقتصادية، وطلب من المواطنين الروس عدم التوجه للسياحة في تركيا.. إلى غيرها من الإجراءات.
فإن الصفعة جاءته من الاتحاد الأوروبي، والذي وافق في قمته الأخيرة التي عقدت في بروكسل – بين الاتحاد الأوروبي من جهة وتركيا من جهة أخرى – على منح تركيا ثلاثة مليارات يورو كمساعدة لحل أزمة اللاجئين السوريين.
واعتبر رئيس الوزراء التركي «أوغلو» أن هذا يعتبر يوماً تاريخياً أن تكون هناك قمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا للمرة الأولى بعد انقطاع دام 11 عاماً، واعتبر أن هذه القمة تُكرس لبداية جديدة في العلاقات بين تركيا ودول الاتحاد.
كما بشّر رئيس الوزراء التركي «أوغلو» المواطنين الأتراك بأنهم سيتمكنون من دخول دول الاتحاد الأوروبي دون تأشيرة انطلاقاً من أكتوبر 2016.
كما أنه تم التوصل إلى اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي لفتح الفصل التفاوضي رقم 17 والخاص بمسيرة عضوية تركيا في الاتحاد منتصف شهر ديسمبر الجاري.
نحن نتفاءل بأن مستقبل تركيا إلى الأفضل بإذن الله، ونشكر الاخوة العرب الذين تفاعلوا في «تويتر» مع هاشتاق: #دعم_البضائع_التركية، والذي جاء رداً على العقوبات الاقتصادية الروسية ضد تركيا.
كما نقول لمطايا الغرب وكل من وقفوا مع الجانب الروسي ضد تركيا «حشركم الله معهم» فإن المرء يحشر يوم القيامة مع من أحب.