دراسة جديدة حول تجنيد تنظيم “داعش” للأميركيين ركزت على التوصل إلى العوامل المشتركة بين الـ71 أميركياً الذين تم توجيه التهم المتعلقة بالإرهاب ضدهم. لكن ما توصلت إليه الدراسة هو صعوبة رسم صورة واحده لمؤيدي التنظيم.
يقول شيموس هيوس، نائب مدير مركز جامعة جورج واشنطن للتطرف العنيف، وأحد القائمين على الدارسة: “المثير للاهتمام هو الاختلاف فيما بينهم، فهناك الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار، المتعلمين وغير المتعلمين، رغم أن غالبيتهم من الشباب”.
هناك حوالي 250 أميركياً إما سافروا للقتال مع “داعش” أو حاولوا القيام بذلك. وفتحت أجهزة الأمن أكثر من 900 تحقيق في قضايا مشابهة في جميع الولايات الخمسين.
الدراسة نظرت الى الـ71 أميركيا الذين تم اعتقالهم ووجدت أن 68% منهم من الرجال وأن معدل أعمارهم هو 26 عاماً، رغم أنهم يتراوحون بين سن 25 و47.
فقط 27% كانوا يخططون للقيام بأعمال إرهابية داخل الولايات المتحدة.
أكثر ما لفت أنظار الباحثين هو أن 40% من المعتقلين هم من معتنقي الإسلام، رغم أن معتنقي الإسلام يشكلون حوالي 20% فقط من المسلمين بشكل في الولايات المتحدة. يقول هيوس: “ليس من السهل التحليل ولكن أعتقد أن معتنقي الإسلام هؤلاء قد لا يعرفون دينهم الجديد ويتوجهون إلى الإنترنت ومن ثم يجدهم مؤيدو داعش و يقنعوهم أن إسلام داعش هو الإسلام الحقيقي.”
و تم اعتقال 55% من أتباع “داعش” في الولايات المتحدة من خلال عمليات ضمنت مخبرين.
وصنفت الدراسة ثلاث خانات لحسابات “داعش” على الإنترنت: الحسابات الرئيسية التي تنشر المعلومات الجديدة التي يصدرها التنظيم، والتي لقبها الباحثين “بالعقد”، ومن ثم الحسابات التي تعمل كمكبرات الصوت والتي تعيد نشر المعلومات التي تستقطب الأتباع الجدد وتتواصل معهم بشكل شخصي، وأخيرا الحسابات التي تنبه الاتباع لعناوين الحسابات الجديدة في حال إغلاق السلطات لبعض للمواقع.
البرتو فيرنانديز، وهو المنسق السابق لمركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، وأحد المعلقين على الدارسة، يقول إن الرسالة التي يوجهها التنظيم على “تويتر” تختلف من لغة إلى أخرى. وأضاف: “خطاب داعش في اللغات الغربية أكثر سطحية، مرتبط بالعواطف والحديث الساذج التافه عن المشاكل الهاوية، أما الخطاب العربي فاغني بالحديث الديني والأيديولوجي”.
وأحد الحلول المثيرة للجدل التي أوصى بها الباحثون هو حث السلطات على الامتناع عن اعتقال جميع الشباب الذين يحاولون الانضمام لـ”داعش” ومحاولةِ إصلاحهم، بالإضافة إلى تنظيم برنامج للعفو أو الحصانة المحدودة للمقاتلين الذين يريدون ترك الإرهاب و الذين قد يساعدون في تشكيل رسالة مضادة للتنظيم.
يقول شيموس: “قمنا بإجراء مجموعة من اللقاءات مع عائلات لشباب انضموا لداعش و قالوا إن خياراتهم كانت محدودة: إما التوجه إلى أجهزة الأمن و ضمان سنوات من الاعتقال لأبنائهم، أو عدم القيام بأي شيء. أعتقد أن هناك خطاً وسطاً يجب أن نجده”.
|